responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 186
المعروف بثعلب، أسهم به مبكرًا في تكوين المكتبة العربية خلال القرن الثالث الهجري.
وما دام "الفصيح" و "المجال" قد قدما للعقل العربي الكثير من النفع والنفيس من العلم، فإن ذلك يقتضينا التعريف بكل منهما والقدر الذي ناله من اهتمام العلماء على مر الزمان.
فأما "الفصيح" فهو أكثر كتبه إثارة وأشهرها بين جمهرة العلماء الدارسين، ونال اهتمامًا خاصًّا بين نقد وتجريح وإطراء وتمجيد منذ أن ظهر حتى اليوم. ولقد توفر عليه صفوة علماء القرون درسًا وشرحًا وتعليقًا وتذييلًا من أمثال أبي علي الفارسي وأبي الفتح بن جني، وأبي القاسم الزجاجي، وأحمد بن محمد المرزوقي، وأبي البقاء العكبري، وأبي سهل الهروي.
وفي كثير من الأحيان كانت تصدر الكتب حول دراسته في زمن واحد تقريبًا، فأبو علي الفارسي وأبو الفتح بن جني متعاصران والثاني تلميذ الأول، وبين وفاة الثاني والأول ثلاث سنوات، ومع ذلك فقد شغل الفصيح كلا منهما بحيث إن أبا علي أخرج كتابًا سماه "الفصيح" ثم أتبعه بكتاب آخر أسماه "تمام الفصيح" وكلاهما مرتبط كل الارتباط بفصيح ثعلب.
والأمر لا يختلف كثيرًا عند الزجاجي والمرزوقي فقد شرحه كل منهما على تعاصرهما، فالأول توفي سنة 415هـ والثاني توفي سنة 421.
ولم يقتصر الاهتمام "بفصيح" ثعلب عند العلماء المشارقة وحدهم، وإنما كان موضع اهتمام كثير من أعلام علماء الأندلس مثل أبي محمد عبد الله بن محمد البطليوسي، وعمر بن محمد القضاعي البلنسي، وأحمد بن عبد الجليل بن عبد الله التدميري، وأبي جعفر أحمد بن يوسف المعروف بأبي جعفر الفهري اللبلي، إن هؤلاء العلماء الأندلسيين عاشوا جميعًا في القرنين الخامس والسادس الهجريين وتنقلوا بين الأندلس والمغرب وقاموا على تأليف دراسات وشروح لفصيح ثعلب. والأخير منهم ترك شرحين للفصيح وليس شرحًا واحدًا. بل إن بين العلماء الأندلسيين من نظم الكتاب وسماه "الموطأة" وهو أبو الحكم مالك بن عبد الرحمن المعروف بابن المرحل المتوفى سنة 699هـ. ومن الطريف أن هذه الموطأة قد احتاجت بدورها إلى شرح فقام على ذلك العمل محمد بن الطيب الفاسي المتوفى في المدينة المنورة سنة 1170 وهو أستاذ الزبيدي صاحب تاج العروس. ولقد احتل شرح ابن الطيب لموطأة الفصيح مجلدين كبيرين لا يزالان مخطوطين.
ومن الطريف أن بعض الخطاطين والعلماء كانوا يتكسبون من توفرهم على نسخ كتاب الفصيح وبيعه، ومن هؤلاء على سبيل المثال العالم اللغوي يحيى بن محمد الأزدي الذي كان يذهب إلى سوق الكتب في بغداد كل عصر فلا يقوم من مجلسه حتى يكتب الفصيح

اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست