responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 127
الفصل الثامن: المدائني: 132 - 225هـ
وفي مجال وفرة التأليف والاحتفال به في فجر النهضة العلمية، والحركة الثقافية العربية الإسلامية لا ينبغي أن نغفل عن ذكر أبي الحسن علي بن محمد المدائني، البصري ميلادًا ونشأة، الذي سكن المدائن فترة من الزمن فنسب إليها، ثم ما لبث أن تحول إلى بغداد وجعل منها دار إقامة إلى آخر حياته الطويلة التي ناهزت قرنًا من الزمان. إنه ولد مع مولد الدولة العباسية سنة132هـ وعاصر منذ مولده ثمانية من الخلفاء آخرهم المعتصم، ولكنه لم يتصل بهم جميعًا بل ربما لم تتوثق صلته إلا بالمأمون الذي كان يحب العلماء ويجالس الفضلاء، وقد أدخل المدائني على المأمون أكثر من مرة، وجرت بينهما أحاديث ورويت عن لقائهما أخبار[1].
غير أن المدائني كان ذا صلة بإسحاق الموصلي الذي كان يبره ويملأ كمه -حسب تعبيره- من أعلاه إلى أسفله دنانير ودراهم، ويبلغ من ملازمته له أن يموت في بيته[2].
وكان المدائني ذا علم وفير، وكان ثقة في روايته ومحلًّا لتقدير العلماء، وينسب الخطيب البغدادي إلى المرزباني قوله: من أراد أخبار الجاهلية فعليه بكتب أبي عبيدة، ومن أراد أخبار الإسلام فعليه بكتب المدانئني[3]، وقد وافق المرزباني في ذلك كثرة من المؤرخين المرموقين وفي مقدمتهم صاحب النجوم الزاهرة.
وقد لزم المدائني جانب الفضل والدين حتى إنه واصل الصوم تقربًا إلى الله لمدة

[1] معجم الأدباء "14/ 128".
[2] المصدر "14/ 126".
[3] تاريخ بغداد "12/ 55".
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 127
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست