اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 119
الفصل السابع: الهيثم بن عدي: 114 - 207 هـ
كان الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن معاصرًا لابن الكلبي، ومن وزنه وطبقته علمًا وفضلًا ورواية وحفظًا لشعر العرب وأخبارهم وأنسابهم، وهو من الذين تركوا عددًا كبيرًا من الكتب النفيسة التي لا تخرج في مجمل موضوعاتها عن تلك التي ألفها ابن الكلبي، فقد كانت موضوعات القبائل والأنساب والأخبار والأشعار والرواية والبلدان وعلوم اللغة مما يهتم له المتأدبون والمثقفون. وبمرور الأزمنة تغيرت أسماء الموضوعات وإن بقيت محتويات الكتب على طبيعتها، فالأخبار أصبحت تاريخًا، والبلدان أصبحت جغرافية، والأشعار أصبحت أدبًا، وهلم جرًّا.
وأصل الهيثم بن عدي من منبج ولكنه، ولد في الكوفة سنة 114هـ وعاش فيها ومارس نشاطه العلمي، ومات في بلدة قرب واسط يقال لها فم الصلح[1] وقد قارب المائة.
وبالرغم من أن الرجل كان صاحب علم وفضل وجالس أربعة من الخلفاء هم المنصور والمهدي والهادي والرشيد فقد امتحن في حياته أكثر من مرة: امتحن بالسجن عدة سنين؛ لأنه ذكر العباس بن عبد المطلب بشيء لا يليق بمقامه، وربما كان السبب الأصلي في سجنه أنه كان يرى رأي الخوارج[2]. ولعل ذلك أيضًا من الأسباب التي جعلت كلا من البخاري والنسائي وأبي داود لا يثقون بروايته في الحديث ويتهمونه بالكذب، بل إنه مما زاد الطين [1] معجم الأدباء "19/ 304". [2] وفيات الأعيان "6/ 106" والبيان والتبيين "1/ 347".
اسم الکتاب : مناهج التأليف عند العلماء العرب المؤلف : الشكعة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 119