اسم الکتاب : مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث المؤلف : السيد رزق الطويل الجزء : 1 صفحة : 39
نشأة المكتبة الإسلامية:
أول كتاب دون في الإسلام هو كتاب الله تعالى؛ إذ كانت الآيات تنزل فيسارع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى كتابه ليكتبوها على الأحجار، أو العظام، أو سعف النخل، ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه المرحلة عن كتابة شيء غير القرآن، إذ جاء في الحديث الصحيح قوله: " ... ومن كتب عني شيئًا غير القرآن فليمحه, وحدثوا عني ولا حرج".
وقد أذن فيما بعد لبعض أصحابه بكتابة بعض أحاديثه، فقد كان عند سعد بن عبادة الأنصاري "15هـ" كتاب أو كتب فيها طائفة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اشتهرت صحيفة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "40هـ" التي كان يعلقها في سيفه فيها أسنان الإبل، وأشياء في الجراحات، وحرم المدينة، ولا يقتل مسلم بكافر[1].
وتم جمع القرآن الكريم في مصحف واحد لأول مرة في عهد أبي بكر -رضي الله عنه- حتى لا يضيع شيء من القرآن بسبب استشهاد كثير من القراء في حروب الردة, ومانعي الزكاة.
وجمع للمرة الثانية والأخيرة في عهد الخليفة عثمان رضي الله عنه الذي نسخ من المصحف الشريف عدة نسخ ووزعها على الأمصار الإسلامية لتكون مرجعًا مكتوبًا، ومع كل مصحف قارئ مجيد ليكون مرجعًا منطوقًا[2].
ومن هنا نستطيع أن نقول: إن الكتاب الأول في المكتبة الإسلامية هو القرآن الكريم، المهيمن على كل كتاب، والحكم على كل مكتوب، والحق الذي لا ريب فيه.
وكان هذا الكتاب العزيز مكتبة كاملة في كتاب.
ففي رحابه نبتت علوم، ودونت معارف، وقامت بحوث ودراسات. [1] انظر: جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر جـ1 ص72، وانظر السنة قبل التدوين د. محمد عجاج الخطيب ص345. [2] انظر: في علوم القراءات, مدخل ودراسة وتحقيق د. السيد رزق الطويل ص19، 20.
اسم الکتاب : مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث المؤلف : السيد رزق الطويل الجزء : 1 صفحة : 39