اسم الکتاب : لمحات في المكتبة والبحث والمصادر المؤلف : الخطيب، محمد عجاج الجزء : 1 صفحة : 35
يشرفون على أبحاث الطلاب، ويراجعونها، ويضعون الملاحظات عليها، ويوجهون أصحابها الوجهات السليمة؛ بل تتعداهم إلى أولياء الأمور وإلى الطلاب أنفسهم؛ فكثيرًا ما يكشف الطالب ميله بنفسه بالمطالعة والممارسة، فيشعر بالارتياح والتجاوب مع موضوعات دون غيرها، كما يلمس في نفسه بعد ذلك القدرة على ماكاة أديب أو مضاهاة كاتب؛ فيرتقي من مرحلة التقليد إلى مرحلة الاستقلال بشخصيته الأدبية أو العلمية ومن ثم يتضح دور المكتبة الهام في الكشف عن المواهب وتنميتها وصقلها.
ثالثاً: نشأة المكتبات.
لا نستطيع أن نحدد أول من أنشأ مكتبة في العصور القديمة، كما لا نستطيع أن نقطع في أقدم مكان أنشئت فيه أولى المكتبات؛ إلا أن الحفريات والتنقيب عن الآثار تدل على أنه لعل من أولى المكتبات ما قد ظهر قديمًا في منطقة ما بين النهرين في العراق وفي وادي النيل؛ حيث وجد ما يدل على ذلك، وتعود المكتبات إلى ما قبل الميلاد[1].
وقد حفظ العرب قبل الإسلام بعض آثارهم الفكرية ووقائعهم [1] فقد وجد في أخربة نينوي وبابل وتل العمارنة ما يدل على قدم ذلك، كما عثرت إحدى البعثات الأمريكية في وادي الفرات على مكتبة تحوي ثلاثين ألف آجرة -لبنة من الطين المجفف- مكتوب عليها بالخط المسماري الشؤون الإدارية والفنية والأدبية. كما عثر على مكتبات في وادي النيل من أقدمها مكتبة أوسيمندياس، ومكتبة حوتب وخوفر وخفرع، وكانت هناك مكتبات قديمة مشهورة كمكتبة الرها، والقدس والإسكندرية وغيرها. انظر كتاب خزائن الكتب العربية في الخافقين ص84 ج1 وكتاب البحث والمكتبة ص9.
اسم الکتاب : لمحات في المكتبة والبحث والمصادر المؤلف : الخطيب، محمد عجاج الجزء : 1 صفحة : 35