responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 229
وَابْن أبي عَامر وَابْن عباد كَانَا من قبائل الْعَرَب القائمين بالدولة الأموية بالأندلس وَأهل عصبيتها وَكَانَ مكانهم فِيهَا مَعْلُوما وَلم يكن نيلهم لما نالوه من الرِّئَاسَة وَالْملك بخطة الْقَضَاء كَمَا هِيَ لهَذَا الْعَهْد بل إِنَّمَا كَانَ الْقَضَاء فِي الْأَمر الْقَدِيم لأهل العصبية من قبيل الدولة ومواليها
وَمن هَذَا الْبَاب أَيْضا مَا يسلكه المؤرخون عِنْد ذكر الدول ونسق مُلُوكهَا فَيذكرُونَ اسْمه وَنسبه وأباه وَأمه ونساءه ولقبه وخاتمه وقاضيه وحاجبه ووزيره كل ذَلِك تَقْلِيد لمؤرخي الدولتين من غير تفطن لمقاصدهم والمؤرخون لذَلِك الْعَهْد كَانُوا يضعون تواريخهم لأهل الدولة وأبناؤها متشوفون إِلَى سير أسلافهم وَمَعْرِفَة أَحْوَالهم ليقتفوا آثَارهم وينسجوا على منوالهم حَتَّى فِي اصطناع الرِّجَال من خلف دولتهم وتقليد الخطط والمراتب لأبناء صنائعهم وذويهم والقضاة أَيْضا كَانُوا من أهل عصبية الدولة وَفِي عداد الوزراء فيحتاجون إِلَى ذكر ذَلِك كُله وَأما حِين تباينت الدول وتباعد مَا بَين العصور ووقف الْغَرَض على معرفَة الْمُلُوك بِأَنْفسِهِم خَاصَّة وَنسب الدول بَعْضهَا من بعض فِي قوتها وغلبتها وَمن كَانَ يناهضها من الْأُمَم أَو يقصر عَنْهَا فَمَا الْفَائِدَة للْمُصَنف فِي هَذَا الْعَهْد فِي ذكر الْأَبْنَاء وَالنِّسَاء وَنقش الْخَاتم واللقب وَالْقَاضِي والوزير والحاجب من دولة قديمَة لَا يعرف فِيهَا أصولهم وَلَا أنسابهم وَلَا مقاماتهم إِنَّمَا حملهمْ على ذَلِك التَّقْلِيد والغفلة عَن مَقَاصِد المؤلفين الأقدمين والذهول عَن تحري الْأَغْرَاض من التَّارِيخ اللَّهُمَّ إِلَّا ذكر الوزراء الَّذين عظمت آثَارهم وعفت على الْمُلُوك أخبارهم كالحجاج وَبني الْمُهلب والبرامكة وَبني سهل بن نوبخت وكافور الإخشيدي وَابْن أبي عَامر وأمثالهم فَغير نَكِير الألماع بآبائهم وَالْإِشَارَة إِلَى أَحْوَالهم لانتظامهم فِي عداد الْمُلُوك
فَائِدَة

ولنذكر هُنَا فَائِدَة نختم كلامنا فِي هَذِه الْمقَالة بهَا وَهِي أَن التَّارِيخ إِنَّمَا هُوَ ذكر الْأَخْبَار الْخَاصَّة بعصر أَو جيل فَأَما ذكر الْأَحْوَال الْعَامَّة للآفاق والأجيال والأعصار فَهُوَ أس للمؤرخ تبنى عَلَيْهِ أَكثر مقاصده وتتبين

اسم الکتاب : لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست