responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 160
وَقَالَ آخر هِيَ واقفة على الْوسط مِقْدَار وَاحِد من كل جَانب والفلك بجذبها من كل وَجه فَلذَلِك لَا تميل إِلَى نَاحيَة من الْفلك دون نَاحيَة لِأَن قُوَّة الْأَجْزَاء متكافئة وَذَلِكَ كحجر المغناطيس فِي جذبه الْحَدِيد فَإِن الْفلك بالطبع مغناطيس الأَرْض فَهُوَ يجذبها فَهِيَ واقفة فِي الْوسط وَسبب وقوفها بالوسط سرعَة تَدْبِير الْفلك وَدفعه إِيَّاهَا من كل جِهَة إِلَى الْوسط كَمَا إِذا وضعت تُرَابا فِي قَارُورَة وأدرتها بِقُوَّة فَإِن التُّرَاب يقوم فِي الْوسط
وَقَالَ مُحَمَّد بن أَحْمد الْخَوَارِزْمِيّ فِي وسط السَّمَاء وَالْوسط هُوَ السفلي بِالْحَقِيقَةِ وَهِي مُدَوَّرَة مضرسة من جِهَة الْجبَال البارزة والوهاد الغائرة وَذَلِكَ لَا يُخرجهَا عَن الكرية إِذا اعْتبرت جُمْلَتهَا لِأَن مقادير الْجبَال وَإِن شمخت يسيرَة بِالْقِيَاسِ إِلَى كرة الأَرْض فَإِن الكرة الَّتِي قطرها ذِرَاع أَو ذراعان مثلا إِذا نتأ مِنْهَا شَيْء أَو غَار فِيهَا لَا يُخرجهَا عَن الكرية وَلَا هَذِه التضاريس لإحاطة المَاء بهَا من جَمِيع جوانبها وغمرها بِحَيْثُ لَا يظْهر مِنْهَا شَيْء فَحِينَئِذٍ تبطل الْحِكْمَة المؤدية المودعة فِي الْمَعَادِن والنبات وَالْحَيَوَان فسبحان من لَا يعلم أسرار حكمه إِلَّا هُوَ
وَأما سطحها الظَّاهِر المماس للهواء من جَمِيع الْجِهَات فَإِنَّهُ فَوق والهواء فَوق الأَرْض يُحِيط بهَا ويجذبها من سَائِر الْجِهَات وَفَوق الْهَوَاء الأفلاك الْمَذْكُورَة فِيمَا تقدم وَاحِدًا فَوق آخر إِلَى الْفلك التَّاسِع الَّذِي هُوَ أَعلَى الأفلاك وَنِهَايَة الْمَخْلُوقَات بأسرها
وَقد اخْتلف فِيمَا وَرَاء ذَلِك فَقيل خلاء وَقيل ملاء وَقيل لَا خلاء وَلَا ملاء وكل مَوضِع يقف فِيهِ الْإِنْسَان من سطح الأَرْض فَإِن رَأسه أبدا يكون مِمَّا يَلِي السَّمَاء إِلَى فَوق وَرجلَاهُ أبدا تكون أَسْفَل مِمَّا يَلِي مَرْكَز الأَرْض وَهُوَ دَائِما يرى من السَّمَاء نصفهَا وَيسْتر عَنهُ النّصْف الآخر حدبة الأَرْض وَكلما انْتقل من مَوضِع إِلَى آخر ظهر لَهُ من السَّمَاء بِقدر مَا خَفِي عَنهُ
وَالْأَرْض غامرة بِالْمَاءِ كعنبة طافية فَوق المَاء فانحسر المَاء عَن بعض جوانبها لما أَرَادَ الله من تكوين الْحَيَوَانَات وعمرانها بالنوع البشري الَّذِي لَهُ الْخلَافَة على سائرها وَقد يتَوَهَّم من ذَلِك أَن المَاء تَحت الأَرْض وَلَيْسَ

اسم الکتاب : لقطة العجلان مما تمس إلى معرفته حاجة الإنسان المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 160
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست