اسم الکتاب : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون المؤلف : حاجي خليفة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 906
رشف النصائح الإيمانية، وكشف الفضائح اليونانية
للشيخ، شهاب الدين: عمر بن محمد السهروردي.
المتوفى: سنة 632، اثنتين وثلاثين وستمائة.
أوله: (الحمد رب العالمين أكمل الحمد على كل حال.... الخ) .
مشتمل على: خمسة عشر بابا، وخاتمتين.
ترجمه: بالفارسية.
معين الدين اليزدي.
أوله: (حمد وثناي كه روح قدسي أز إملاء صحايف بلطايف أسرار ... الخ) .
رشف النصائح، وكشف الفضائح
قصيدة.
لمحمود بن عثمان اللامعي.
المتوفى: سنة 938، ثمان وثلاثين وتسعمائة.
علم الرصد
أول رصد وضع في الإسلام: بدمشق، سنة 214، أربع عشرة ومائتين.
قلت:
قال الفاضل، أبو القاسم: صاعد الأندلسي، في كتاب (التعريف بطبقات الأمم) :
(لما أفضت الخلافة إلى عبد الله المأمون بن الرشيد العباسي، وطمحت نفسه الفاضلة إلى درك الحكمة، وسمت همته الشريفة إلى الإشراف على علوم الفلسفة، ووقف العلماء في وقته على كتاب (المجسطي) ، وفهموا صورة آلات الرصد، الموصوفة فيه، بعثه شرفه، وحداه نبله، على أن جمع علماء عصره، من أقطار مملكته، وأمرهم أن يصنعوا مثل تلك الآلات، وأن يقيسوا بها الكواكب، ويتعرفوا أحوالها بها، كما صنعه بطلميوس، ومن كان قبله، ففعلوا ذلك، وتولوا الرصد بها، بمدينة الشماسية، وبلاد دمشق، من أرض الشام.
سنة 240، أربع عشرة ومائتين.
فوقفوا على زمان سنة الشمس الرصدية، ومقدار ميلها، وخروج مراكزها، ومواضع أوجها.
وعرفوا مع ذلك: بعض أحوال ما في الكواكب من السيارة، والثابتة.
ثم قطع بهم، عن استيفاء غرضهم، موت الخليفة المأمون، في سنة 218، ثمان عشرة ومائتين.
فقيدوا: ما انتهوا إليه.
وسموه: (الرصد المأموني) .
وكان الذي تولى ذلك:
يحيى بن أبي منصور، كبير المنجمين في عصره.
وخالد بن عبد الملك المروزي.
وسند بن علي.
والعباس بن سفيد الجوهري.
وألف كل منهم في ذلك (زيجا) منسوبا إليه.
وكان إرصاد هؤلاء، أول إرصاد كان في مملكة الإسلام. انتهى.
ذكر تقي الدين في: (سدرة منتهى الأفكار) :
أن المعلم، الكبير: بطلميوس.
ختم كتب التعاليم (بالمجسطي) .
الذي أعيت أولي الألباب عباراته.
وكان له مسك الختام تحرير: (النصير) .
فلقد أتى فيه من الإيجاز، بما بهر به العقول.
ومن الاستدراكات، والزيادات المهمة، بما حير فيه الفحول.
ولم يزل أصحاب الإرصاد ماشين على تلك الأصول، إلى أن جاء:
العلامة الماهر، والفهامة الباهر: علي بن إبراهيم الشاطر.
فأصل أصولا عظيمة، وفرع منها: فروعا جسيمة.
وإن لم تكن بصورها النوعية، خارجة عن الأصل التدويري، المبرهن على صحته في (المجسطي) .
إلا أنه حمله حب الرياسة، والظهور، على العدول عن ذلك الطريق المبرور، كرّ على (المجسطي) .
برد: مقدمات، وقع هو في أمثالها.
ونقود عبارات، لم يسلم من النسج على منوالها.
وزيادات أفلاك محله، بالقرب من المساحة والبساطة، سلم ذلك الكتاب عن أمثالها.
تالله إنه: لكتاب لا يتيسر لأحد كشف مجملاته، إلا بتطليق الشهوات.
ولا يتسنى لبشر حل مشكلاته إلا بالانقطاع في الخلوات، مع عقد القلب، وربط اللب، على ما عقد هو عليه قلبه، من: طلب الحق، وإيثار الصدق، وعدم قصد التكبر، والفخار، والوصول إلى درجات الاعتبار.
قال: ولما كنت ممن ولد ونشأ في البقاع المقدسة، وطالعت (الأصلين) أكمل مطالعة، فتحت مغلقات حصونهما، بعد الممانعة والمدافعة، ورأيت ما في الزيجات المتداولة من الخلل الواضح، والزلل الفاضح؛ تعلق البال والخلد، بتجديد تحرير (الرصد) .
ومنّ الله - سبحانه وتعالى - عليّ، بتلقي جملة الطرائق الرصدية، من الكتب المعتبرة، ومن أفواه المشايخ العظام.
واخترعت آلات أخر من المهمات بطريق التوفيق، وأقمت على صحة ما يتعاطى بها من الأرصاد البراهين،
ونصبتها بأمر الملك، الأعظم، السلطان: مراد خان.
وبإشارة: الأستاذ، الأعظم، حضرة: سعد الدين أفندي، ملقن الحضرة الشريفة.
وشرعت في تقرير التحريرات الرصدية الجديدة، حاذيا حذو العلامة: النصير، ومقتضيا أثر المعلم الكبير، وربما نقلت عبارته بعينها، وزدت فيه من الوجوه القريبة، والتحريرات الغريبة، ما يتضح لذوي العقول الصافية، أن النصير مع جلالة قدر علمه، لم يكن مرصده بمراغة جيدا، لاشتغاله بالوزارة، وتسليمه دار الرصد إلى غير ما يساويه، أو يقاربه بالفضيلة.
حكي أن: نصير الدين، لما أراد العمل بالرصد، رأى هولاكو ما ينصرف عليه.
فقال له: هذا العلم المتعلق بالنجوم، ما فائدته؟ أيرفع ما قُدِّر أن يكون؟
فقال: أنا أضرب لمنفعته مثالا:
القان، يأمر من يطلع إلى أعلى هذا المكان، ويدعه يرمي من أعلاه طست نحاس كبيرا، من غير أن يعلم به أحد، ففعل ذلك.
فلما وقع ذلك، كانت له وقعة عظيمة هائلة، روعت كل من هناك، وكاد بعضهم يصعق، وأما هو، وهولاكو، فإنهما ما تغير عليهما شيء لعلمهما بأن ذلك يقع.
فقال له: هذا العلم النجومي، له هذه الفائدة، يعلم المتحدث فيه ما يحدث، فلا يحصل له من الروعة والاكتراث، ما يحصل للغافل الذاهل منه!
فقال: لا بأس بهذا.
وأمره: بالشروع فيه.
وحكى ممن دخل الرصد، (1/ 907) وتفرجه: أنه رأى فيه من الآلات الرصد شيئا كثيرا، منها:
ذات الحلق: وهي خمس دوائر، متخذة من نحاس:
الأولى: دائرة: نصف النهار، وهي مركوزة على الأرض.
ودائرة: معدل النهار.
ودائرة: منطقة البروج.
ودائرة: العرض.
ودائرة: الميل.
وفيه: الدائرة الشمسية، يعرف بها: سمت الكواكب.
وأصطرلاب: تكون سعة قطره: ذراعا، وأصطرلابات كثيرة، وكتب.
حكي عن العرضي: أن نصير الدين أخذ من هولاكو، بسبب عمارة الرصد، ما لا يحصيه إلا الله - سبحانه وتعالى -.
وأقل ما كان يأخذ، بعد فراغ الرصد، لأجل الآلات وإصلاحها: عشرون ألف دينار.
اسم الکتاب : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون المؤلف : حاجي خليفة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 906