اسم الکتاب : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون المؤلف : حاجي خليفة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 711
الخط الهندي والسندي
وهو أقلام عدة، يقال: أن لهم نحو مائتي قلم، بعضهم يكتب بالأرقام التسعة على معنى أبجد، وينقطون تحته نقطتين وثلاثاً.
الخط الزنجي والحبشي
على ندرة لهم قلم حروفه متصلة كحروف الحميري، يبتدئ من الشمال إلى اليمين.
يفرقون بين كل اسم منها بثلاث نقط.
الخط العربي
قال ابن إسحاق: أول خطوط العربية الخط المكي، وبعده المدني، ثم البصري، ثم الكوفي.
وأما المكي والمدني: ففي ألفاته تعويج إلى يمنة اليد، وفي شكله إنجاع يسير.
قال الكندي: لا أعلم كتابة يحتمل من تحليل حروفها وتدقيقها، ما تحتمل الكتابة العربية، ويمكن فيها من السرعة ما لا يمكن في غيرها من الكتابات.
فصل
في أهل الخط العربي.
قال ابن إسحاق: أول من كتب المصاحف في الصدر الأول يوصف بحسن الخط: خالد بن أبي الهياج، وكان سعد نصبه لكتب المصاحف، والشعر، والأخبار للوليد بن عبد الملك.
وكان الخط العربي حينئذ هو المعروف الآن بالكوفي، ومنه استنبطت الأقلام كما في شرح العقيلة.
ومن كتاب (المصاحف) خشنام البصري، والمهدي الكوفي، وكانا في أيام الرشيد.
ومنهم: أبوحدي وكان يكتب المصاحف في أيام المعتصم؛ من كبار الكوفيين وحذاقهم.
وأول من كتب في أيام بني أمية: قطبة وهو استخرج الأقلام الأربعة، واشتق بعضها من بعض، وكان أكتب الناس.
ثم كان بعده: الضحاك بن عجلان الكاتب في أول خلافة بني العباس، فزاد على قطبة.
ثم كان: إسحاق بن حماد في خلافة المنصور والمهدي، وله عدة تلامذة كتبوا الخطوط الأصلية الموزونة، وهي: اثنا عشر قلماً:
قلم الجليل، قلم السجلات، قلم الديباج، قلم الطومار الكبير، قلم الثلثين، قلم الزنبور، قلم المفتح، قلم الحرم، قلم الموامرات، قلم العهود، قلم القصص، قلم الحرفاج.
فحين ظهر الهاشميون، حدث خط يسمى: العراقي، وهو المحقق، ولم يزل يزيد حتى انتهى الأمر إلى المأمون، فأخذ كتابه بتجويد خطوطهم.
وظهر رجل يعرف بالأحول المحرر، فتكلم على رسومه، وقوانينه، وجعله أنواعاً.
ثم ظهر قلم المرصع، وقلم النساخ، وقلم الرياسي، اختراع ذي الرياستين: الفضل بن سهل، وقلم الرقاع، وقلم غبار الحلية.
ثم كان إسحاق بن إبراهيم التميمي، المكنى: الحسين، معلم المقتدر وأولاده، أكتب زمانه، وله رسالة في الخط، سماها: (تحفة الوامق) .
ومن الوزراء الكتاب: أبو علي: محمد بن علي بن مقلة.
المتوفى: سنة 328، ثمان عشرين وثلاثمائة.
وهو أول من كتب الخط البديع المنسوب، ثم ظهر في سنة: ثلاث عشرة وأربعمائة صاحب الخط البديع: علي بن هلال، المعروف: بابن البواب.
المتوفى: سنة 413، ثلاث عشرة وأربعمائة.
ولم يوجد في المتقدمين من كتب مثله، ولا قاربه، وإن كان ابن مقلة أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين، وأبرزها في هذه الصورة، وله بذلك فضيلة السبق، وخطه أيضاً في نهاية الحسن، لكن ابن البواب هذب طريقته، ونقحها، وكساها طلاوة وبهجة.
وكان شيخه في الكتابة: محمد بن أسد الكاتب، ثم ظهر أبو الدر: ياقوت بن عبد الله الموصلي، الملكي.
المتوفى: سنة 618، ثمان عشرة وستمائة.
ثم ظهر أبو الدر: ياقوت بن عبد الله الرومي، الحموي.
المتوفى: سنة 667، سبع وستين وستمائة (626) .
ثم ظهر أبو الدر (أبو المجد) : ياقوت بن عبد الله الرومي، المستعصي.
المتوفى: سنة 698، ثمان وتسعين وستمائة.
وهو الذي سار ذكره في الآفاق، واعترفوا بالعجز عن مداناة رتبته.
ثم اشتهرت الأقلام الستة بين المتأخرين، وهي: الثلث، والنسخ، والتعليق، والريحان، والمحقق، والرقاع.
ومن الماهرين في هذه الأنواع: ابن مقلة، وابن البواب، وياقوت، وعبد الله أرغون، وعبد الله الصيرفي، ويحيى الصوفي، والشيخ: أحمد السهروردي، ومباركشاه السيوفي، ومبارك شاه القطب، وأسد الله الكرماني.
ومن المشهورين في البلاد الرومية: حمد الله ابن الشيخ الأماسي، وابنه دده جلبي، والجلال، والجمال، وأحمد القراحصاري، وتلميذه حسن، وعبد الله الأماسي، وعبد الله القريمي، وغيرهم من الناسخين.
ثم ظهر قلم التعليق، والديواني، والدشتي.
وكان ممن اشتهر بالتعليق: سلطان علي المشهدي، ومير علي، ومير عماد.
وفي الديواني: تاج، وخبرهم مدون في غير هذا المحل مفصلاً.
ولسنا نخوض بذكرهم؛ لأن غرضنا بيان علم الخط.
وأما المولى: أبو الخير، فأورد في الشعبة الأولى من (مفتاح السعادة) علوماً متعلقة بكيفية الصناعة الخطية، فنذكرها إجمالاً في فصل.
فمما ذكره أولاً: علم أدوات الخط من القلم، وطريق بريها، وأحوال الشق والقط، ومن الدواة، والمداد، والكاعد.
فأقول هذه الأمور من أحوال علم الخط، فلا وجه لإفرازه، ولو كان مثل ذلك علماً لكان الأمر عسيراً.
وذكر أن ابن البواب نظم فيه قصيدة رائية بليغة، استقصى فيها أدوات الكتابة.
ولياقوت، رسالة فيه أيضاً.
ومنها: علم قوانين الكتابة، أي: كيفية نقش صور الحروف البسائط، وما ذلك إلا علم الخط.
ومنها: علم تحسين الحروف، وهو أيضاً من قبيل تكثير السواد، قال: ومبنى هذا الفن الاستحسانات الناشئة من مقتضى الطباع السليمة بحسب الإلف، والعادة، والمزاج، بل بحسب كل شخص شخص، وغير ذلك مما يؤثر في استحسان الصور واستقباحها.
ولهذا يتنوع هذا العلم بحسب قوم وقوم، ولهذا لا يكاد يوجد خطان متماثلان من كل الوجوه.
أقول: ما ذكره في الاستحسان مسلم؛ لكن تنوعه ليس بمتفرع عليه، وعدم وجد أن الخطين المتماثلين لا يترتب على الاستحسان، بل هو أمر عادي قريب إلى الجبلي، كسائر أخلاق الكاتب وشمايله، وفيه سر إلهي لا يطلع عليه الأفراد.
ومنها: علم كيفية تولد الخطوط عن أصولها بالاختصار، والزيادة، والتغيير، وهو أيضاً من هذا القبيل.
ومنها: علم ترتيب حروف التهجي بهذا الترتيب المعهود، وإزالة التباسها بالنقط.
ولابن جني، والجنزي، رسالة في هذا الباب.
أما ترتيب الحروف، فهو من أحوال علم الحروف، وإعجامها من أحوال علم الخط.
اسم الکتاب : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون المؤلف : حاجي خليفة، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 711