responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون المؤلف : حاجي خليفة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 708
فصل
في كيفية وضعه وأنواعه.
قيل: أول من وضع الخط آدم عليه السلام، كتبه في طين وطبخه ليبقى بعد الطوفان.
وقيل: إدريس.
وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن أول من وضع الخط العربي ثلاثة رجال من بولان، قبيلة من طي، نزلوا مدينة الأنبار.
فأولهم: مرار (مرامر) وهو وضع الصور، وثانيهم: أسلم، فهو وصل وفصل، وثالثهم: عامر، فوضع الإعجام، ثم انتشر.
وقيل: أول من اخترعه ستة أشخاص من طسم أسماؤهم: أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، فوضعوا الكتابة والخط وما شذ من أسمائهم من الحروف ألحقوها.
ويروى أنها أسماء ملوك مدين.
وفي السيرة لابن هشام أن أول من كتب الخط العربي حمير بن سبأ.
وقال السهيلي في التعريف والأعلام: والأصح ما رويناه من طريق ابن عبد البر برفعه إلى النبي صلى الله تعلى عليه وسلم قال: أول من كتب بالعربية إسماعيل عليه السلام.
قال المولى أبو الخير: واعلم أن جميع كتابات الأمم اثنتا عشرة كتابة، العربية، والحميرية، واليونانية، والفارسية، والسريانية، والعبرانية، والرومية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية، والهندية، والصينية.
فخمس منها اضمحلت، وذهب من يعرفها، وهي: الحميرية، واليونانية، والقبطية، والبربرية، والأندلسية.
وثلاث بقي استعمالها في بلادها، وعدم من يعرفها في بلاد الإسلام وهي: الرومية، والهندية، والصينية.
وبقيت أربع هي مستعملات في بلاد الإسلام وهي: العربية، والفارسية، والسريانية، والعبرانية.
أقول في كلامه بحث من وجوه:
أما أولاً: فلأن الحصر في العدد المذكور غير صحيح، إذ الأقلام المتداولة بين الأمم الآن أكثر من ذلك، سوى المنقرضة فإن من نظر في كتب القدماء المدونة باللغة اليونانية، والليطنية.
وكتب أصحاب علم الحرف الذين بينوا فيها أنواع الأقلام والخطوط علم صحة ما قلنا، وهذا الحصر ينبئ عن قلة الإطلاع.
وأما ثانياً: فإن قوله خمس منها اضمحلت ليس بصحيح أيضا؛ لأن اليونانية مستعملة في خواص الملة النصرانية، أعني أهل أقاديميا المشهورة الواقعة في بلاد إسبانيا، وفرانسا، ونمسه، وهي ممالك كثيرة، واليونانية أصل علومهم وكتبهم.
وأما ثالثاً: فلأن قوله وعدم من يعرفها في بلاد الإسلام وهي الرومية كلام سقيم أيضاً، إذ من يعرف الرومية في بلاد الإسلام خصوصاً في بلادنا أكثر من أن يحصى.
وينبغي أن يعلم أن الرومية المستعملة في زماننا منحرفة من اليونانية، بتحريف قليل.
وأما القلم المستعمل بين كفرة الروم فغير القلم اليوناني.
وأما رابعاً: فإن جعله السريانية، والعبرانية، من المستعملات في بلاد الإسلام ليس كما ينبغي؛ لأن السرياني خط قديم بل هو أقدم الخطوط منسوب إلى سوريا، وهي البلاد الشامية وأهلها منقرضون فلم يبق منهم أثر، كما ثبت في التواريخ.
والعبرانية المستعملة فيما بين اليهود، وهي مأخذ اللغة العربية وخطها، والعبراني يشبه العربي في اللفظ، والخط مشابهة قليلة.

اسم الکتاب : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون المؤلف : حاجي خليفة، مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 708
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست