المبحث الثاني: كلمة عن السيرة
يقول بعض الباحثين [1] : "تسلسل مدلول "السيرة" اللغوي من (المسلك) أو (طريقة الحياة) . والمعنيان يعدان تطورا طبيعيا للأصل سير أي (سلك) أو (ذهب في الأرض) . وفي القرآن الكريم نجد الكلمة قد وردت في موضع واحد (في سورة طه في الآية 21) : {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى، قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} .
فدلت من خلال سياقها في الآية الكريمة على الهيئة والحالة. والذي استقر عليه الاصطلاح في العصور المتأخرة هو: تسليط الضوء على حياة شخص ما من يوم مولده إلى يوم وفاته، مع قراءة شخصيته على ضوء الأحداث التي مر بها.
وإذا كان الجميع – تقريبا – يتفق على هذا القدر من التعريف لمعنى "السيرة" فإن هناك وجهات نظر متعددة تتعلق بتفاصيل هذا المضمون المعرفي… فأول ما يثار حوله مِنْ تساؤلات: أية تسمية هي الأوفق [1] الأستاذة مهدية أمنوح في بحث لها لم ينشر بعد تحت عنوان: "بين الإقصاء والإثبات: قراءة في كتابات إسبانية عن السيرة النبوية"؛ إحسان عباس، فن السيرة، بيروت، دار الثقافة، 1956م، عبد المتعال محمد الجبري، السيرة النبوية وأوهام المستشرقين، القاهرة مكتبة وهبة، 1988م.