اسم الکتاب : حول الشعر التعليمي المؤلف : صالح آدم بيلو الجزء : 52 صفحة : 214
فطار به، فحلق ثم أهوى ... به للأرض من دون السحاب
إلى جحر له فانساب فيه ... بعيد القعر لم يرتج بباب
كريه الوجه أسود ذو بصيص ... حديد النّاب أزرق ذو لعاب
ودفع عن أبي حسن على ... نقيع سمامه بعد السياب1
وسيد هذا الميدان غير مدافع هو أبان بن الحميد اللاحقي المتوفى سنة 200 هـ الذي برع فيه حتى ذهب كثير من الكاتبين إلى أنه مبتدع هذا الفن ومبتكره في الأدب العربي على غير مثال سابق، فنظم في السير والتاريخ الفارسي، إذ نظم سيرة أردشير وسيرة أنو شروان [2] وكتاب بلوهر, وكتاب حكم الهند[3]، كما نظم القصيدة المسماة (ذات الحلل) في نشأة الخلق وأمر الدنيا وضمنها شيئاً من المنطق. ومن الناس من ينسبها إلى أبي العتاهية، والصحيح أنها لأبان[4]. وليس بين أيدي الناس من كلّ أولئك الآن شيء- ونظم كذلك في فرائض الصوم والزكاة أرجوزة مزدوجة، ونظم كليلة ودمنة في خمسة آلاف بيت[5]، أو في أربعة عشر ألف بيت[6] ... لم يبق منها إلاّ جزء يسير أورده الصولي في الأوراق, كما أثبت شيئاً من مزدوجة الفرائض.
(1) الأغاني ج7/257. [2] انظر ترجمته في الأوراق للصولي، قسم أخبار الشعراء،والأغاني طبعة الساسي.ج20/70 وطبقات ابن المعتز ص240 والوزراء والكتاب للجهشياري ص211. [3] الفهرست لابن النديم ص119. [4] الأغاني – الساسي ج20/73. [5] طبقات ابن المعتز ص241. [6] الوزراء والكتاب للجهشياري ص211.
يقول أبان في مزدوجة الفرائض شارحاً أحكام الصوم والزكاة:
هذا كتاب الصوم وهو جامع ... لكل ما قامت به الشرائع
من ذلك المنزل في القرآن ... فضلاً على من كان ذا بيان
ومنه ما جاء عن النيِّ ... من عهده المتبع المرضيِّ
صلى الإله وعليه سلّما ... كما هدى الله به وعلّما
وبعضه على اختلاف الناس ... من أثر ماضٍ ومن قياس
والجامع الذي إليه صاروا ... رأي أبي يوسف مما اختاروا
قال أبو يوسف: أمّا المفترض ... فرمضان صومه إذا عرض
والصوم في كفارة الأيمان ... من حنث ما يجري على اللسان
اسم الکتاب : حول الشعر التعليمي المؤلف : صالح آدم بيلو الجزء : 52 صفحة : 214