كبير يعقده في المدينة، إذ روى من شاهده أنه كان يجلس يوما لا يذكر فيه إلا الفقه ويوما التأويل ويوما المغازي ويوما أيام العرب [43] .
تبين لنا هذه الروايات المنقولة عن ابن عباس أنه لم يفصل بين الروايات التي تخص حياة الرسول والروايات التي تخص ما نطق به من أحكام شرعية وما سنه من أفعال وأقوال، حتى كانت هذه السمة التي امتازت بها مدونات ابن عباس عن أحوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وسيرته.
4. عبد الله بن عمرو بن العاص (ت 65 هـ) :
ولد بمكة قبل البعثة بسنتين، وكان من صغار الصحابة الذين دونوا بعضا من أحاديث الرسول في صحيفة أسماها (الصحيفة الصادقة) . وظل هذا الرجل محايدا في اتجاهاته وميوله للأحداث التي عاصرها إلى أن توفي بمصر سنة (65 هـ) في أرجح الأقوال [44] .
كانت اهتمامات هذا الصحابي منصبة على تدوين أقوال الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم، إذ أكد ابن الأثير (ت 630 هـ) هذا الأمر حين وصف مدونة عبد الله بن عمرو بأنها قد ضمت ألف حديث [45] ، حفظ الزمن لنا منها (436) حديثا بحسب [43] ينظر، ابن سعد، الطبقات، 2/ 2/ 122. [44] ينظر، ابن سعد، الطبقات الكبرى، 7/ 1/ 189، ابن الأثير، علي بن محمد، (ت 630 هـ) ، أسد الغابة في معرفة الصحابة، مطبعة بولاق، مصر، 1280 هـ، 3/ 233. [45] أسد الغابة، 3/ 233.