ومن ثم كان هذا الكتاب من آخر الكتب التي استعرضت دلائل وأعلام نبوة الرسول مقرونة بمناقشات حامية للطروحات المضادة من قبل المنكرين للنبوات تارة، والرافضين لنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلّم تارة أخرى.
4. دلائل النبوة لأبي نعيم الأصفهاني (ت 430 هـ) :
هو أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى المهراني ولد سنة (336 هـ) باصفهان، وبرع منذ نعومة أظفاره في حفظ الحديث وسيرة السلف، إذ خصص لهذين الأمرين جل مصنفاته التي تضمنت كتبا في التراجم والطبقات والحديث [78] .
صنف أبو نعيم كتابه هذا حين سأله أحد تلاميذه بذكر مجموع ما وصل إليه من الروايات التي تحدثت عن معجزات الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ودلائل نبوته، وهذا ما أشارت إليه مقدمته التي يقول فيها: " أما بعد فقد سألتم عمر الله بالبصائر الجميلة طوياتكم.. جمع المنتشر من الروايات في النبوة والدلائل والمعجزات والحقائق" [79] .
دلت هذه المقدمة على أن المصنفات التي سبقت مصنف أبي نعيم هذا لم تكن ملبية لرغبات الناس في الوقوف على معظم إن لم نقل جميع الدلائل والمعجزات التي ظهرت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فأرادوا إشباع نهمهم في هذا الجانب [78] ينظر، ابن خلكان، وفيات الأعيان، 1/ 75- 76، ابن كثير، البداية والنهاية، 12/ 45، السبكي، طبقات الشافعية، 3/ 7- 11. [79] دلائل النبوة، ص 31.