وأحواله والروايات التي ذكرت مشاركتهم في حوادث عصرهم [44] قائلا:
" وكل هذه الأخبار وإن انقطعت بعض ما كنا بسبيله من أمر بني قصي فلا أيضا من الإفادة بنحو ما قصدنا وحسن الاستماع بالشأن المناسب لما اعتمدناه ما يحسن اعتراضها وينضم في سلك واحد مع ما مر في ذلك أو يأتي في أغراضها، وعلينا معونة الله تعالى في تجديد الترتيب كله ... ورد هذه الأحاديث المتفرقة في حكم الحديث المتصل فنطيل ولا نمل ونقصر فلا نقل فلذلك ببركة المختار الذي يهمنا تخليد أولية وتيمن لخدمة آثاره وسيرته صلى الله عليه وسلم" [45] .
كان وراء انتهاجه لهذا المسلك عامل جوهري تمثل بالظروف التي تعيشها الأندلس في عصره من الحروب المستمرة والمستعرة بين المسلمين والفرنجة [46] ، فكان هذا الكتاب أحد الوسائل التي أراد بها الكلاعي بث الحماس في صفوف المسلمين في تلك البقعة من أرض الإسلام وذلك بعرضه للمواقف التي بدرت من الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وصحابته الكرام في الدفاع عن الإسلام بالروح والجسد والمال والأولاد، ولم يقتصر الكلاعي على ذلك بل كان هو نفسه في طليعة المجاهدين الذين حاربوا الفرنجة وسقط شهيدا في أرض إحدى المعارك التي حصلت معهم [47] . [44] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 72- 144. [45] المصدر نفسه، 1/ 44. [46] ينظر، المقري، نفح الطيب، 6/ 189- 350. [47] ينظر، الذهبي، تذكرة الحفاظ، 4/ 209.