كان في النية جعل هذا الكتاب من ضمن كتب السيرة المستقلة التي تناولناها في الفصول السابقة [34] ، وذلك لما عاهد الكلاعي نفسه في مقدمة هذا الكتاب على تصنيفه كتابا يحوي ذكرا لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ومواقفه وأحواله وأعماله العسكرية التي يقول فيها: " هذا كتاب ذهبت فيه إلى إيقاع الإقناع وإمتاع النفوس والأسماع باتساق الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر نسبه ومولده ومبعثه وكثيرا من خصائصه وأعلام نبوته ومغازيه وأيامه من لدن مولده إلى أن استأثر الله به روحه الطيبة إليه" [35] ، ولكن الذي حصل أنه لم يقم بما اشترط به على نفسه من ذكر الأمور التي ذكر أيامه بعرضها في كتابه هذا، إذ بمجرد الوصول إلى حادثة الهجرة والحوادث التي رافقتها [36] ، انعطف جانبا عن ذكر أحواله الخاصة التي عرضها قبل الهجرة [37] ، ليقتصر في حديثه على ذكر إجراءات الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم عند دخوله المدينة فقط [38] ، ثم بعد ذلك أخذ بسرد أعمال الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم العسكرية إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى [39] .
هذه هي الأسباب التي دفعتنا إلى جعل هذا الكتاب منحصرا ضمن الكتب التي عرضت مغازي الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وسراياه. [34] ينظر، ص 49- 101 من هذه الدراسة. [35] الاكتفا، 1/ 2. [36] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 428- 458. [37] سنظر، المصدر نفسه، 1/ 9- 430. [38] ينظر، المصدر نفسه، 1/ 458- 493. [39] ينظر، المصدر نفسه، 2/ 3- 444.