المبحث الرابع المصنفات التي كتبت في المغازي النبوية
كان هذا المنحى في التصنيف مبكرا جدا في تاريخ الإسلام، إذ بينا في الأوراق الأولى من هذه الدراسة سبب التبكير في التصنيف فيه وبينا أسبقيته في الكتابة قبل أن تكتب أي سيرة شاملة للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم [1] ، وكان وراء هذه الأسبقية عامل أساس تمثل ببقاء فكرة أيام العرب في الجاهلية عالقة في أذهان الناس بعد الإسلام مدة طويلة امتدت حتى القرون الأولى منه [2] .
كانت أسماء المصنفات التي كتبت عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم قد اشتركت في مسمياتها مع المصنفات التي اختصت بعرض أعمال الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم العسكرية، وذلك لارتباط معنى كل من لفظتي السيرة والمغازي [3] ، وهذا ما جعل عملية فرز المصنفات التي عرضت سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم أو مغازيه والتي ذكرت فهارس الكتب أسماءها تحت اسم (كتب المغازي) [4] ، عملية صعبة لفقدان معظم هذه المصنفات التي لم نعرف محاور الروايات التي وردت فيها باستثناء مصنف واحد [1] ينظر، ص 22- 43، 50- 53 من هذه الدراسة الفصل الأول، المبحث الأول، الفصل الثاني، (المدخل) . [2] ينظر، الدوري، بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب، ص 29. [3] ينظر، ص 8- 12 من هذه الدراسة. [4] ينظر، المنجد، معجم ما ألف عن رسول الله، ص 135- 138.