والذي تثبت نسبته إليه هي مغازي الرسول، بينما يشك في أن تكون فتوح الشام له بينما ما عدا ذلك مما وصل إلينا مستقلا أو منقولا في كتب المتأخرين فيشك في أصالته بل وفي صحة نسبته إليه" [17] .
بقي لنا أن نذكر أن إحدى الدراسات قد قالت إن ابن دحية الكلبي هو صاحب أول مصنف في حادثة مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم [18] ، وسلم هذا المصنف من عوادي الدهر، ولكننا لم نستطع الاطلاع عليه لأنه ما زال مخطوطا في بعض المكتبات العالمية [19] ومن هذا نرى أن الكتابات في حادثة مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم التي نسبت لمؤرخين متقدمين قد انتابها بعض الغموض من حيث صحة نسبتها إلى مؤلفيها، إذ كان القصاص بحسب ما يصفهم الصالحي قد اسهموا إسهاما فعالا في نشر أخبار حادثة المولد من دون تتبع منهم ودراية بما يقولون ومن ثم أدرجها المتأخرون عنهم في كتبهم [20] . [17] عبد الحميد، سعد زغلول، فتح العرب للمغرب بين الحقيقة والاسطورة الشعبية، مجلة كلية الاداب، جامعة الاسكندرية، مج 16، عدد 3، 1962، ص 8. [18] السندوبي، حسن، تأريخ الاحتفال بالمولد النبوي، مطبعة السنة المحمدية، 1948، ص 123. [19] ينظر، المنجد، معجم ما ألف عن رسول الله، ص 23. [20] ينظر، سبل الهدى والرشاد (السيرة الشامية) ، 1/ 395.