1. الخروج من دائرة الاختصار والاقتضاب باستعراض حوادث السيرة والجوانب الشخصية للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ضمن كتب السيرة الشاملة والمندمجة مع المصنفات الأخرى، إذ لم تذكر هذه المصنفات كل ما وصل إليها من روايات تخص هذه الحوادث والجوانب، وذلك لأنها لو ذكرت تلك الجوانب كلها لبلغت مصنفاتها من الاتساع حدا لا يستطع أحد الإحاطة به، ولأجل ذلك شرع بعض المؤرخين في إخراج وكتابة مصنفات مستقلة لهذه الحوادث والجوانب من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم يأخذ مصنفها الحرية المطلقة في إثبات كل ما وصل إليه من روايات تبين تلك الوقائع والحوادث والجوانب الشخصية التي يروم الكتابة فيها.
2. استمرار مدرسة الإخباريين في كتابة وقائع الحوادث الانعزالية عن المجريات العامة للحوادث التأريخية عند المسلمين [2] ، وينتهي بعض الباحثين إلى عدّ هذا المنحى في كتابة حوادث وجوانب السيرة بانعزالية استمرارا للنهج الذي سارت عليه مدرسة الإخباريين التاريخية ولا سيما القرن الثالث الهجري الذي تنامى فيه هذا المنحى في الكتابة والتصنيف [3] .
3. تنامي رغبة المحدثين في كتابة مصنفات ومنتخبات من كتبهم في الحديث يتناولون فيها جوانب متعددة من حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم يطبقون فيها مناهجهم في رواية وكتابة الحديث النبوي، إذ تركزت هذه الجوانب في كتابة المغازي والشمائل النبوية وصفات الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأعلام نبوته وطريقة عيشه، لأن هذه [2] ينظر، فهد، بدري محمد، شيخ الإخباريين أبو الحسن المدائني، مطبعة القضاء، النجف، 1975، ص 9- 16. [3] الدوري، بحث في نشأة علم التأريخ عند العرب، ص 33، جب، دراسات في حضارة الإسلام، ص 153.