عمر وقضائه في أهل القبلة وأهل العهود، وتزعم أنك سائر بسيرته إن الله اعانك على ذلك وانك لست في زمان عمر ولا في مثل رجال عمر" [20] .
هذا من حيث الاستعمال أما من حيث التصنيف فان أول من استعملها في هذا المضمار بحسب ما يذكره ابن النديم هو عوانة بن الحكم (ت 147 هـ) وذلك في كتاب أسماه (سيرة معاوية وبني امية) [21] . ولكن هذا الكتاب قد أثار شكوك أحد الباحثين حول صحة نسبته إلى عوانة [22] .
وما تأكد أن أول من صنف كتابا استعملت فيه هذه اللفظة هو محمد بن عمر الواقدي (ت 204 هـ) في كتابه الذي أسماه (سيرة أبي بكر ووفاته) [23] وشاركه معاصره عبد الله بن عبد الحكم (ت 214 هـ) في تصنيف كتاب أطلق عليه (سيرة عمر بن عبد العزيز) [24] .
استمر المؤرخون بكتابة مصنفات تتناول سير الأعلام البارزين من الخلفاء والعلماء بكتب مستقلة، حتى بلغت الشيء الكثير. وقد بين حاجي خليفة قبل استعراضه لأسماء هذه المصنفات أن لفظة (سيرة) أو (سير) تعني ترجمة حياة شخص ما أو تأريخ حياته، غير أنه إذا أطلق لفظ (سيرة) مشفوعة بألف ولام حصرا يراد بها ترجمة حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وأصبحت علما قائما بذاته هو علم السير [25] ، الذي عرفه احد العلماء بالقول: " ومن اعظم العلوم فضلا وشرفا [20] المصدر نفسه، ص 103- 104. [21] الفهرست، ص 134. [22] نصار، حسين، نشأة التدوين التاريخي عند العرب، دار إقرأ، بيروت، ط 2، 1980، ص 74. [23] ابن النديم، الفهرست، ص 111. [24] ابن عبد الحكيم، سيرة عمر بن عبد العزيز، ص 3. [25] كشف الظنون، 2/ 112.