الأعلام وإن لم يستعرض جميع من ذكرهم في المنتظم [245] ؛ وحذف سلاسل الإسناد وقوائم أسماء المشاركين في الحوادث أيضا [246] .
إن هذه القدرة على ضغط الصفحات الواسعة التي شغلتها سيرة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم في كتاب المنتظم [247] إلى صفحات لم تتعد أصابع اليد الواحدة تبين لنا قدرة ابن الجوزي الفائقة على الاختزال، وهذا الأمر راجع إلى تجاربه المتكررة في تدوين سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم في مصنفاته المتعددة [248] .
إن هذا المنحى من قبل مصنفي التأريخ العام في اختصار معظم مصنفاتهم الكبيرة بمصنفات أصغر منها له ما يعلله إذ يشير أحد الباحثين إلى: " أن حاجة الأمراء والعلماء إلى معلومات سريعة يضيق وقتهم عن أوسع منها وتقل حاجتهم إلى أكثر منها ثم ظهور المختصرات في العلوم الأخرى ثم داعي الهرب والتخلص من نسخ المجلدات الواسعة والصعوبة العملية في اقتناء وفي نقل المجلدات الضخمة التي هي في الوقت نفسه غالية الثمن وقلما يهتم بها إلا المتخصصون الهواة، كل ذلك أوجد المختصرات في التواريخ العامة أو للتأريخ الإسلامي" [249] . [245] ينظر، شذور العقود، ورقة 19، 21، 23. [246] ينظر، المصدر نفسه، ورقة 18، 20، 22. [247] ينظر، المنتظم، مج 2، ورقة 76- مج 4، ورقة 19. [248] ينظر، صفة الصفوة، 1/ 46- 234، المدهش، ص 40- 43، الحدائق في علم الحديث والزهديات، 1/ 150- 325، تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التواريخ والسير، ص 4- 39. [249] مصطفى، التأريخ العربي والمؤرخون، 1/ 416.