مستقلا لها، الأمر الذي جعل هذا المبحث من أثرى مباحث هذا الفصل، بل ومباحث فصول الرسالة جميعها من حيث كمية المصنفات التي عرضت فيه فضلا عن تباين هذه المصنفات بعضها مع البعض الاخر في الطرح والأسلوب لأحداث السيرة والحيز المخصص لها في كل مصنف من هذه المصنفات، أما المبحث الثاني فقد بين التطور الحاصل في كتابة سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم ضمن كتب الطبقات والتراجم، وطبيعة هذا التطور قياسا بسابقيه، أو ما تزامن معه من تطورات في كتابة السيرة.
أما الفصل الرابع فقد كان من أوسع فصول الرسالة لطبيعة التطور الذي طرأ على كتابة السيرة والذي تمثل بظهور التصنيف الموضوعي والمستقل للعديد من جوانب السيرة باجتزاء واستقلالية عن باقي المصنفات التي عرضت سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله بشمولية، ولتنوع الجوانب التي كتبت بها هذه المصنفات كان هذا الفصل ثريا في مباحثه إذ حوى ستة مباحث كان الأول منها مخصصا للحديث عن المصنفات التي كتبت عن حادثة مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وبينا فيه وضع وزيف بعض المصنفات التي كتبت عن هذه الحادثة قبل القرن السابع الهجري، أما المبحث الثاني فقد كرس للحديث عن المصنفات التي كتبت عن ذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأزواجه ومتعلقيه، وطبيعة تنوع هذه المصنفات وإسهامها في تطور كتابة السيرة، أما المبحث الثالث فقد عرض المصنفات التي كتبت في مغازي الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وطبيعة هذه المصنفات ومدى فعاليتها وديمومتها طوال العصر العباسي، أما المبحث الرابع فقد كان مخصصا للحديث عن المصنفات التي