ولما كان لكل دراسة مشاقها وصعوباتها فقد تكالبت عليّ صعوبات جمة، كان أهمها بقاء العديد من مصنفات السيرة وجوانبها مخطوطا في خارج القطر مما يصعب الحصول عليه للتكاليف الباهظة في تصويره، والذي خفف من حدة هذه الصعوبة، ان هذه المصنفات كانت من المصنفات المتأخرة التي لم يكن لها أثر يذكر في المصادر التي أتت بعدها، مع وجود مصنفات مشابهة لها في المسلك والمنحى والجانب الذي تناولته من سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم قد وصلت إلينا كانت أكثر أهمية منها والدليل على ذلك شدة اهتمام العلماء بها قياسا بقريناتها.
وحاولنا عرض هذه المصنفات وإسهاماتها في تطور كتابة السيرة، والصعوبة الأخرى التي واجهتني هي طبيعة البحث نفسه الذي تطلب مني جهدا ووقتا مضاعفا في سبيل إكمال فقراته التي تحتاج إلى قراءة شاملة للكتاب الذي يعرض سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وجوانبها المتعددة حتى أخرج بمحصلة نهائية لكل كتاب أثبتها على شكل نقاط تبين وجهة نظري فيه ومدى إسهامه في تطور كتابة السيرة وذلك بمقارنته مع المصنفات التي سبقته وأثره في المصنفات التي أتت بعده، والصعوبة الكأداء التي يعاني منها كل باحث هي ظروف الحصار الظالم الذي يعانيه شعبنا المناضل وما لحقه من تبعات وصعوبات.
اقتضت طبيعة البحث تقسيمه على أربعة فصول ومقدمة وخاتمة، وذلك بحسب طبيعة البحث والخطة التي فرضتها المادة التي توفرت بين أيدينا، تناول الفصل الأول من هذا البحث المدلول اللفظي للسيرة مع ذكر المصادر الأولى والجهود المبكرة لكتابتها، وقسمناه على مبحثين خصص المبحث الأول للتعريف