المقدمة
تحتل السيرة النبوية مكانا بارزا في ثقافة المسلم، لأنها من الأولويات التي ينبغي له معرفتها لفهم المراحل التي مرت بها الدعوة الإسلامية، فضلا عن الإلمام بطبيعة الظروف والارهاصات التي سبقتها وعوامل نشأتها، وإسهام هذه الأمور مجتمعة في تكوين شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلّم من مولده إلى أن ألتحق بالرفيق الأعلى واكتساب هذه الشخصية صفة القداسة والاحترام المطلق عند المسلمين.
ولّدت مكانة سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم حافزا لدى المسلمين على توثيق كل صغيرة وكبيرة في حياة هذه الشخصية العظيمة، امتثالا لما أمر الله عباده باتباع رسوله وعدّه القدوة والمثال الذي يجب الاقتداء به، وذلك بقوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [1] ، لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [2] .
لأجل ما تقدم كان التراث الفكري لسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأفعاله وأقواله ثرا، ولثراء هذا التراث قام أحد الباحثين بوضع معجم يتضمن أسماء المصنفات التي كتبت عن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم وأحواله وأفعاله وأقواله ومتعلقاته الأخرى [3] . [1] سورة الحشر، آية 7. [2] سورة الأحزاب، آية 21. [3] ينظر، المنجد، صلاح الدين، معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، دار الكتاب الجديد، بيروت، 1982.