اسم الکتاب : المكتبة الإسلامية المؤلف : عماد علي جمعة الجزء : 1 صفحة : 67
اطلاع المؤلف -رحمه الله- على كل ما سبقه من تواليف في موضوعه، ودراية تامة بأحوال المترجمين وبكل ما قيل في حقهم وقدرة بارعة على غربلة الأخبار وتمحيصها ونقدها.
ويتميز عن غيره من الكتب التي ألفت في بابه أنه أول كتاب عام للتراجم، تناول جميع العصور التي سبقت عصره، واشتملت تراجمه على الأعلام المختارة من جميع العالم الإسلامي، ولم يقتصر على نوع معين من الأعلام، بل تنوعت تراجمه، فشملت كل فئات الناس من خلفاء وملوك وأمراء ووزراء وقضاة وقراء، ومحدثين وفقهاء، وأدباء، ولغويين، ونحاة وشعراء، وزهاد وفلاسفة ومتكلمين، إلا أنه آثر المحدثين على غيرهم، فإنه كان عظيم الإكبار لهم، شديد الكلف بهم.
وقد ترجم فيه للأعلام النبلاء من بداية الإسلام إلى سنة 700هـ تقريبا، وقد جعله في خمس وثلاثين طبقة، كل طبقة تستوعب عشرين سنة تقريبا، وأفرد المجلدين الأول والثاني للسيرة النبوية الشريفة، وسير الخلفاء الراشدين، ولكنه لم يعد صياغتهما، وإنما أحال على كتابه تاريخ الإسلام لتؤخذ منه، وتضم إلى السير.
ومنهج الذهبي في الترجمة هو أنه يذكر اسم المترجم ونسبه ولقبه وكنيته، وتاريخ مولده وأحوال نشأته ودراسته، وأوجه نشاطه، والمجال الذي اختص به، وشيوخه وتلاميذه وآثاره العلمية، أو الأدبية، أو الاجتماعية، ومنزلته من خلال أقاويل العلماء الثقات، ثم يذكر تاريخ وفاته، ويدقق في ذلك تدقيقا بارعا.
وهو على الأغلب يراعي في طول الترجمة أو قصرها قيمة المترجم وشهرته بين أهل علمه، أو منزلته بينهم، سواء أكان موافقا له في المعتقد أم مخالفا، وربما تخلص من المادة الضخمة التي تحصلت له عن بعض المترجمين الأعلام بإحالة القارئ إلى مصادر أوسع تناولته بتفصيل أكثر.
اسم الکتاب : المكتبة الإسلامية المؤلف : عماد علي جمعة الجزء : 1 صفحة : 67