اسم الکتاب : المدائح النبوية في أدب القرنين السادس والسابع للهجرة المؤلف : ناظم رشيد الجزء : 1 صفحة : 9
جئناك بقلب منكسر ... ولسان بالشكوى لهج
قال محمد سيد گيلاني معقبا على هذه القصيدة: «مات الغزالي عام 505 هـ، اي بعد هجوم الصليبيين على الشام بخمسة عشر عاما، وجال مدّة في بلاد الشام، وشاهد الافرنج يكتسحون المدن والقرى، ويغيرون على السكان الآمنين، وينهالون عليهم قتلا وأسرا، ورأى المسلمين لا حول لهم ولا قوة، ذلّوا وهانوا واستكانوا، واضحوا ولا راعي يرعاهم، ولا زعيم يجمع شملهم، ويتصدى للدفاع عنهم، ولا قائد يوقف الغزاة عند حدهم ... في هذا الوسط المظلم، وفي هذا الجو القاتم شرع الناس يلتمسون العون من الله ويسألونه التعجيل بالفرج. وماذا كانوا فاعلين وهم رعية بغير رعاة؟ أمراؤهم مشغولون بمصالح أنفسهم، يكيد بعضهم لبعض ... وهكذا عانى أهل الشام المصائب والاهوال يتلو بعضها بعضا، فرفعوا ايديهم الى السماء متضرعين ومتوسلين بالقرآن وسوره، والانبياء والمرسلين، ملحفين في الدعاء، طالبين التعجيل بالفرج، ذلك لأنّ الشدة التي أصابتهم أودت بالمهج، والناس اضحوا في ضيق وحرج، ومن غير الله يرفع هذا الحرج؟
وهكذا عبر الغزالي عن شعور المسلمين في هذا الوقت ونطق بألسنتهم، وترجم عن حالة الضيق الشديد التي المت بهم. ثم أخذ يتوسل الى الله بالانبياء وبالقرآن وبما أودع فيه من الأسرار الالهية، وذكر في شيء من الالم والحزن ان المسلمين ضعاف، وانهم لا يجدون أمامهم ملجأ غير
اسم الکتاب : المدائح النبوية في أدب القرنين السادس والسابع للهجرة المؤلف : ناظم رشيد الجزء : 1 صفحة : 9