اسم الکتاب : المدائح النبوية في أدب القرنين السادس والسابع للهجرة المؤلف : ناظم رشيد الجزء : 1 صفحة : 31
الشواهد الشعرية التي ذكرناها تدل من غير شك على وجود شعر في مديح الرسول صلّى الله عليه وسلّم قبل القرن السابع للهجرة، اي لم يكن حكرا على هذا القرن وما تلاه، فهو موجود منذ وجدت البيئات الزهدية ثم الصوفية من بعد [37] ، ولكنه لم يكن بتلك السعة التي نلاحظها في القرن السابع، اي بعد ضعف الدولة العباسية وتشتت شملها ثم زوالها وتوالي هجمات الصليبيين من الغرب والتتر من الشرق.
نظم عدد كبير من الشعراء قصائد عامرة في مدح الرسول صلّى الله عليه وسلّم، تناولوا فيها سيرته وما تنطوي فيها من احداث مولده ورضاعته ونشأته وبعثته وكفاحه ومهاده ووفاته. كما تناولوا الدين الاسلامي الذي هدى الناس واضاء لهم النور، واخرجهم من ظلمات الجهل والضلال، وأبان لهم طريق الهداية والحق.. ثم افرغوا ما في نفوسهم من حسرات لاهبة وآهات حرى.. وكان على رأس هؤلاء الشعراء الامام العلامة الضرير جمال الدين ابو زكريا يحيى بن يوسف الصّرصري البغدادي (ت 656 هـ) ، وهو «حسان وقته» [38] ، يقول ابن شاكر الكتبي عنه: «صاحب المدائح النبوية السائرة في الافاق، لا اعلم شاعرا اكثر من مدائح النبي صلّى الله عليه وسلّم اشعر منه، وشعره طبقة عالية» [39] ، وقد انصف احد الباحثين في قوله: «من اهم الشعراء الذين نبغوا في فن المدائح [37] ينظر: المدائح النبوية لزكي مبارك ص 17. [38] الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 262. [39] فوات الوفيات 4/ 298، وينظر نكت الهميان للصعدي ص 308.
اسم الکتاب : المدائح النبوية في أدب القرنين السادس والسابع للهجرة المؤلف : ناظم رشيد الجزء : 1 صفحة : 31