responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 87
وبورك قبر أنت فيه وبوركت ... به، وله أهل بذلك، يثرب
لقد غيبّوا برّا وحزما ونائلا ... عشيّة واراه الصّفيح المنصّب
فقال: «وهذا شعر يصلح في عامة الناس» [1] .
ثم عاد وفصّل كلامه في موضع آخر، فقال: «فلو كان لم يمدحه عليه السلام إلا بهذه الأشعار التي لا تصلح في عامة العرب، لما كان ذلك بالمحمود، فكيف مع الذي حكينا قبل هذا» [2] .
ومع وجود هذه الانتقادات البسيطة، التي لا تتجاوز طريقة أداء المعاني، فإن الكميت أعطى للمديح النبوي دفعة كبيرة في عصر توقّف أو كاد هذا اللون من الشعر، واستطاع أيضا أن يتسع في معاني المديح النبوي.
ففي هذا العصر لم نجد قصائد خاصة في المديح النبوي، وكان المديح النبوي- في الغالب- مديحا غير مباشر، يأتي في أثناء قصائد التشيع، أو قصائد الفخر أو عند المقارنة، ولولا وجود الكميت، لما بقي من ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في شعر العصر إلا ظلال قليلة، تكاد تكون انقطاعا لما كان عليه المديح النبوي في عصر البعثة النبوية.

القسم الرابع- في العصر العباسي:
أفاد العباسيون من الحركات المناوئة للأمويين، ومن الثورات المتواصلة عليهم، فوصلوا إلى السلطة في الدولة العربية الإسلامية، وبنوا حكمهم على أسس دينية وسياسية ووفق ما يلائم نظرات الفرق المختلفة إلى الخلافة، فقد قاد العلويون حركة المقاومة ضد الأمويين على أساس أنهم أحق الناس بالخلافة، لكنهم لم ينجحوا في

[1] الجاحظ: البيان والتبيين 2/ 240.
[2] الجاحظ: الحيوان 5/ 171.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست