responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 80
إن فخرهم ليشتد ويعلو على كل فخر، مثل قول الفضل بن العباس [1] بن عتبة بن أبي لهب يساجل الفرزدق:
من يساجلني يساجل ماجدا ... يملأ الدّلو على عقد الكرب
برسول الله وابني عمّه ... وبعبّاس بن عبد المطّلب «2»
وقد نال علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه- وأبناؤه، النصيب الأوفر من محبة الناس، وتشيعوا لهم ولحقهم في الخلافة، فأشادوا بفضائلهم، وفي مقدمتها قرابتهم من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن ذلك قول كثيّر عزّة في محمد [3] بن علي بن أبي طالب، ابن الحنفية:
ومن ير هذا الشّيخ بالخيف من منى ... من النّاس يعلم أنّه غير ظالم
سميّ النّبيّ المصطفى وابن عمّه ... وفكّاك أغلال ونفّاع غارم «4»
ولم تقتصر المفاخرة على الانتساب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بشكل أو باخر، كما فعل الشعراء السابقون، بل كثيرا ما قارن الشعراء بين عمل يقوم به أحد الأمراء أو القادة، وعمل قام به الرسول الأمين، يطلبون من وراء هذه المقارنة تعظيم العمل والقائم به، وإضفاء الشرعية عليه، مثلما فعل سراقة بن مرداس [5] في وصف انتصار المختار الثقفي على الأمويين في قوله:

[1] الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، شاعر معاصر للفرزدق، وله معه أخبار، مدح عبد الملك بن مروان، توفي سنة (95 هـ) . الأصفهاني: الأغاني 16/ 175.
(2) ابن نباته: مطلع الفوائد ص 40.
[3] ابن الحنفية: محمد بن علي أبي طالب، أحد الأبطال الأشداء في صدر الإسلام كان واسع العلم ورعا، دعا المختار الثقفي إلى إمامته، توفي سنة (81 هـ) . ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب 1/ 88.
(4) الأصفهاني: الأغاني 9/ 15.
[5] سراقة بن مرداس بن أسماء البارقي، شاعر عراقي ممن قاتلوا المختار في الكوفة، وله شعر في هجائه وهجا الحجاج، وفرّ إلى الشام، كان ظريفا يقرّ به الأمراء وكان بينه وبين جرير مهاجاة، توفي نحو (79 هـ) . ابن منظور: تهذيب تاريخ دمشق 9/ 213.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست