اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 512
وقد أطلق الحلي على بديعيته اسم (الكافية البديعية في المدائح النبوية) ، وبدأها بقوله في براعة المطلع:
إن جئت سلعا فسل عن جيرة العلم ... واقرا السّلام على عرب بذي سلم
فقد ضمنت وجود الدّمع من عدم ... لهم ولم أستطع مع ذاك منع دمي
أبيت والدّمع هام هامل سرب ... والجسم في إضم لحم على وضم
من شأنه حمل أعباء الهوى كمدا ... إذا همى شأنه بالدّمع لم يلم
من لي بكلّ غرير من ظبائهم ... عزيز حسن يداوي الكلم بالكلم
بكلّ قدّ نضير لا نظير له ... ما ينقضي أملي منه ولا ألمي
وكلّ لحظ أتى باسم ابن ذي يزن ... في فتكه بالمعنّى أو أبي هرم «1»
فبعد أن جاء البيت الأول شاهدا على براعة الاستهلال والتجنيس المركّب والمشتبه في قوله (سلعا فسل عن) وكذلك في البيت الثاني الذي سمّاه التجنس الملفق في قوله (من عدم، منع دمي) ، وضرب في البيت الثالث مثلا على التجنيس المذيل واللاحق (هام، هامل) و (اضم، وضم) ، وجعل البيت الرابع شاهدا على الجناس التام والمطرف في قوله (شأنه، شأنه) و (ولم، يلم) . أما البيت الخامس فأورد فيه مثالا على الجناس المصحّف والمحرف في قوله (غرير، عزيز) و (الكلم، الكلم) . وفي البيت السادس شاهد على الجناس اللفظي والمقلوب في (نضير ونظير) و (أملي وألمي) . والبيت السابع جاء شاهدا على الجناس المعنوي في قوله (ابن ذي يزن) واسمه (سيف) و (أبو هرم) واسمه (سنان) .
(1) ديوان الحلي ص 685.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 512