اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 476
أصوغ على الدّرّ اليتيم مدائحا ... أعدّ بها من صاغة الشّعراء «1»
وعلى الرغم من استخدامه مصطلحات الشعر في بناء معانيه، إلا أنه عبّر عن صنعة الشعر التي ترتقي في المدح النبوي، الذي جعله في قصيدة أخرى عاصما للشعر من الانحدار، فقال:
فلولا معرب الأمداح فيه ... هوى بيت القريض ولا بناء «2»
وأوضح الكندي الدشناوي أثر المدح النبوي في شعره، حين ذهب إلى أنه عند ما ينظم المدح النبوي يأتي شعره جزلا متماسكا، فصفات النبي تحلي الشعر وتعلي قيمته، وتعين القريحة الضعيفة، وتحثها على الإبداع فيأتي الشعر جميلا قيّما، أو كما قال:
أبيت سوى مدح خير الورى ... فأصبح نظمي وثيق العرا
بروحي صفات تحلّي القري ... ض وتسكبه ذهبا أحمرا
تعين القريحة أنّى ونت ... وتبرز ألفاظها جوهرا «3»
وقد عبّر الدروكي عن الرأي السائد بين الشعراء حول المدح النبوي والشعر، وهو أنه يجب أن تكون سويّة الشعر الذي يمدح به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عالية، تليق بهذا المدح، وألا ينظمه إلا من يملك الموهبة والمقدرة والثقافة، فقال في مقدمة مدحة نبوية:
قيل اتّخذ مدح النّبيّ محمّد ... فينا شعارك إنّ شعرك ريّق
وعلى بناتك لليراعة بهجة ... وعلى بيانك للبراعة رونق «4»
(1) ديوان ابن نباتة: ص 15.
(2) المصدر نفسه: ص 30.
(3) الأدفوي: الطالع السعيد ص 490.
(4) الصفدي: الوافي بالوفيات 5/ 31.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 476