اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 451
ورود ما يذكّر بالعرب والعروبة في الشعر له أثره في الناس الذين يحنون إلى عصور الإسلام الزاهية التي سادها العرب.
وقد صرح ملك النحاة بالنزعة العربية في قصيدة افتخر فيها بالعرب على الأعاجم، ومنها قوله:
للعرب الفخر القديم في الورى ... فأعرضي عن نبأ الأعاجم
هم الذين سبقوا إلى النّدى ... فهو لديهم قائم المواسم
أعطاهم الله العلا لأنّهم ... قوم النّبيّ المصطفى من هاشم
فخرهم باق على الدّهر به ... إن كان فخر دارس المعالم «1»
وحين تخلص ابن عبية [2] من الغزل إلى المدح النبوي، قال:
ما مخلصي في الحبّ من شرك الهوى ... إلا بمدح المصطفى المأمون
زين الأعارب في القراع وفي القرى ... ليث الكتائب لم يخف لمنون «3»
فأول ما بدأ به في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، هو أنه زين الأعارب، فرسول الله عربي وفي الإشادة به إشادة بالعرب، ولذلك يظهر الشمس الدمشقي [4] خطيب السابتية حبه للعرب وتعلقه بهم في غزله الذي يقدم به لمدح النبي صلّى الله عليه وسلّم فيقول:
(1) صدقي، أحمد: تهذيب تاريخ دمشق 4/ 169. [2] ابن عبية: أحمد بن محمد بن محمد، عالم واعظ قاضي القدس، رحل إلى دمشق ووعظ بالجامع الأموي، له شعر لطيف وخط حسن، توفي سنة (905 هـ) الغزي: الكواكب السائرة 1/ 124.
(3) الغزي: الكواكب السائرة ص 125. [4] الشمس الدمشقي: محمد بن محمد بن محمد، خطيب السابتية بدمشق، فقيه محدث، تكسب بالشهادة وجاور بمكة. السخاوي: الضوء اللامع 9/ 245.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 451