اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 445
لم أكن أرتجي لأكثر أهل الوق ... ت خيرا لجهلهم والتّعامي
فرّطوا في الصّلاة حتّى أضاعوا ... وقتها والزّكاة في كلّ عام
وفشا فيهم الفسوق وشرب ال ... خمر بعد الزّنا وكسب الحرام «1»
لقد آلم الصرصري ما يراه حوله من انحرافات في العقيدة، فاغتنم فرصة مدحه لسيد الخلق لكي يفند هذه الانحرافات، ويظهر شطط أصحابها، ويدعو إلى القضاء عليها، ويعرض عقيدته وما يراه الحق والصحيح في العقيدة الإسلامية، فقال في مدحة نبوية:
وعقيدتي الإيمان قول طيّب ... مع صالح الأعمال في الآناء
بك استقرّ الفضل يا خير الورى ... للأمّة المرحومة الضّعفاء
فضلت على كلّ القرون وخيرها ... من كان من أصحابك النّجباء
ولأهل بيتك رتبة لا ترتقى ... في الفضل إذ طهروا من الأقذاء
والأولياء الأربعون ونذّر ال ... أبدال من أتباعك الشّهداء
ولهم كرامات بها كالمعجز الن ... نبويّ، إيماني بغير مراء «2»
فلولا شيوع المدائح النبوية وانتشارها لما أودعها بعض الشّعراء آراءهم الدينية، ليقنعوا الناس بها، وليردوا عن أنفسهم انتقاد غيرهم، ويدعوا لمذهبهم، فهم يعرفون أثر المدائح النبوية في الناس، وانفعالهم بها، وتصديقهم لما يرد فيها من آراء، جنبا إلى جنب مع ما يقال في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
فأضاف هذا الأمر إلى آثار المدح النبوي أثرا جديدا، هو تعريف الناس بالمذاهب
(1) ديوان الصرصري: ورقة 91.
(2) المصدر نفسه: ورقة 7.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 445