اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 437
سائدا، وهو الاعتقاد بقدرة المدائح النبوية على الشفاء من الأمراض، ويدل على ذلك قول أحمد بن عبد المعطي (من أهل القرن الثامن) :
أعظم بأمداح نبيّ الهدى ... حبل اعتلاق وشفاء اعتلال «1»
فالمدح النبوي عندهم حبل اتصال مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو وسيلة اتصال معه، وهو أيضا شفاء لعلل الجسم والنفس، وطريق إلى المغفرة، أو كما قال السيواسي [2] :
إذا ما كنت تهوى خفض عيش ... وأن ترقى مدارج للكمال
فدع ذكر الحميّا والمحيّا ... وآثار التّواصل والمطال
وكن حبسا على مدح المفدّى ... رسول الله عين ذوي الكمال
فإنّ لديه ما يرجى ويهوى ... جميل الذّكر مع جزل النّوال «3»
فالشاعر يرى أن المدح النبوي يميل بصاحبه إلى العيش الرغيد الهني، والرقي نحو الكمال، ويجعل ذكر صاحبه جميلا بين الناس، إضافة إلى النوال الجزيل الذي يناله من الله تعالى وهو المغفرة، ومن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو الشفاعة.
وقد رويت قصص كثيرة حول المغفرة لأصحاب المدائح النبوية، منها أنه بعد وفاة لسان الدين بن الخطيب «حكى غير واحد أنه رئي- رحمه الله- بعد موته، فقيل: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بسبب بيتين، وهما:
يا مصطفى من قبل نشأة آدم ... والكون لم تفتح له أغلاق
(1) المجموعة النبهانية: 3/ 340. [2] السيواسي: محمد بن عبد الواحد بن مسعود، يعرف بابن الهمام، محدث علامة، درّس وأفتى وأفاد، اشتهر أمره وعظم ذكره، توفي بالقاهرة سنة (861 هـ) . السخاوي: الضوء اللامع 8/ 129.
(3) السخاوي: الضوء اللامع 8/ 132.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 437