اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 433
الكريم في نومه، وشكا له ما به من شلل وكسح، فأمره النبي بالنهوض، فأصبح معافى [1] .
وآخر يصاب بالعمى، فيرى النبي في المنام، ويمسح عينيه، فيبصر بعد أن أقام مدة أعمى، وبعد أن فقئت عيناه، وسالتا، وورم دماغه ونتن [2] .
وثالث يرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في نومه، فيشق صدره، ويخرج منه علقة، يظنها الغش [3] .
إن الاعتقاد برؤيا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام، وفي كل ما يتعلق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان قويا في العصر المملوكي وكان الناس يتجهون إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالتوسل عند كل ملمّة تكربهم، والمدائح النبوية حافلة بمثل هذا التوسل وهذا يعني تأثر الناس بالمدائح النبوية وبما تحويه، فعند «وقوع الطاعون كثر الزعم برؤية النبي صلّى الله عليه وسلّم» [4] . وكثر تشفعهم به ليرفع الله تعالى عنهم الوباء.
وقد مرت معنا أمثلة كثيرة على توسل مادحي النبي به، ليرتفع عنهم وباء الطاعون، وليرتد الغزاة الذين يريدون محو العروبة والإسلام.
لذلك نجد المدائح النبوية حافلة بالاستغاثة، معبرة عن اعتقاد أهل ذلك العصر في جدوى التوسل والاستغاثة، وقد عبر شاعر يدعى (أحمد بن عبد الرحمن الدهلوي) عن هذا الاعتقاد في قوله:
إذا ما أتتني أزمة مدلهمّة ... تحيط بنفسي من جميع جوانبي [1] السخاوي: الضوء اللامع 1/ 202. [2] المصدر نفسه 3/ 245. [3] المصدر نفسه 11/ 94. [4] ابن إياس: بدائع الزهور 3/ 286.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 433