اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 41
ويظهر تأثر شعراء المدائح النبوية بالتصوف في قصائدهم وفي معانيهم، فتلاقى الشعر الصوفي مع المدائح النبوية في التوجه الديني وفي التشوق للمقدسات، وفي ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
الرؤيا:
شاع في العصر المملوكي أيضا رؤيا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام، أو أحد صحابته أو أحد الصالحين، فكثرت الروايات حول ذلك، يتحدث فيها الرائي عن حديث دار بينه وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يأمره فيه النبي وينهاه، أو يعلمه بأمر سيقع، وغير ذلك مما يتعلق بالدين والمذاهب الدينية.
ومن ذلك ما ذكر عن أحمد بن محمد الأخوي [1] الذي «جاور، ورام الانتقال قبل موته بأشهر، فرأى النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام، وقال له: أرغبت عن مجاورتي.. فالى على نفسه ألا يتحرك منها، فلم يلبث قليلا ومات، وكان يلقّب بمقبول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم» [2] .
فهل بعد هذا اللقب من لقب؟ إن كل ما يعزى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولو كان ذلك رؤيا في المنام، يلقى عند الناس قبولا وترحابا، فكم ستكون فرحة من أدّى فريضة الحج مع محمد بن بورسة البخاري [3] ، الذي «أراد الرجوع إلى بلاده، فذكر أنه رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام، فقال له: إن الله قد قبل حج كل من حج في هذا العام، وأنت منهم» [4] . [1] أحمد بن محمد الأخوي: حصّل علوما مختلفة من الفقه والحديث واللغة، وجال في بلاد المشرق، ثم حج وزار بلاد الشام وأقام في بغداد واستقر في المدينة يدرّس ويفتي ويصنف، توفي سنة (802 هـ) . السخاوي: الضوء اللامع 2/ 194. [2] السخاوي: الضوء اللامع 2/ 200. [3] محمد بن بورسة البخاري: نبيرة، تفقه وزهد، وحج وأقام بالمدينة ومات فيها سنة (823 هـ) . السخاوي: الضوء اللامع 7/ 207. [4] السخاوي: الضوء اللامع 7/ 207.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 41