responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 405
ويأتي في هذا السياق الإغراب في اللغة الذي قصد إليه الشعراء قصدا، أو دفعوا إلى ذلك نتيجة استخدامهم قافية قاسية، مثل قول الصرصري في خائية له:
لمن المطايا في رباها تنفخ ... كالفلك تعلوا في السّراب وترسخ
حملت على الأكوار كلّ مشمّر ... للمجد عن طلب العلا لا يربخ
بلغت به أسباب همّته إلى ... ما دونه يقف الأعزّ الأبلخ «1»
إن جزالة هذه الألفاظ وغرابتها، تبدو مقصودة ومتعمدة، وليست من طبع الشاعر وعفو خاطره، دعت إليها أسباب مختلفة.
ولكن كثيرا من شعراء المدائح النبوية أظهروا مقدرتهم اللغوية، وفصاحة ألفاظهم دون أن يظهر ذلك ظهورا مقصودا ودون أن تفسد الصنعة أسلوبهم، وتقلل من فصاحة ألفاظهم، مثل قول الشهاب محمود في إحدى مدائحه النبوية، برشاقة وفصاحة:
طاب المسير لنا فسيروا ... نعم المصير غدا نصير
لو لم يكن قرب الحمى ... ما طبّق الآفاق نور
ولما سرى نحو القلو ... ب على الوجى هذا السّرور
دنت الدّيار وفي غد ... يأتي لنا فيها البشير «2»
وهذا الضرب من الشعر يظهر فيه الشعراء مقدرة لغوية فائقة، لا تتوفر عند كثير من الشعراء الذين يتحكم الوزن والقافية في اختيارهم لألفاظهم، وليس ما تنطوي عليه من معان، وما توحيه من مشاعر، مثل قول الشهاب المنصوري في مدحة نبوية:

(1) ديوان الصرصري، ورقة 28- يربخ: يسترخي، الأبلخ: العظيم في نفسه الجريء، مربخ: جبل.
(2) الشهاب محمود: أهنى المنائح ص 79.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست