اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 372
ما يكون له وزن واحد وقافية واحدة، وهو الكان وكان، ومنها ما يكون له وزن واحد وأربع قواف، وهو المواليا، ومنها ما يكون له وزنان وثلاث قواف، وهو القوما، ومنها ما يكون له عدة أوزان وعدة قواف، وهو الزجل» [1] .
ومن يقرأ هذه الفنون في أيامنا هذه لا يستطيع أن يقيم وزنها، ولا يستطيع قراءتها على الوجه الذي وضعت فيه، فإن هذه الفنون وضعت لتلحن، أو وضعت على مقياس ألحان معروفة، فلولا الموسيقا لما فهمت، ولما عرف المقصود منها، ولما ظهرت لها أية مسحة من جمال، ولا ستغربنا كيف أغرم أهل ذلك العصر بمثل هذه الفنون.
وقد استخدم أهل العصر المملوكي هذه الفنون أو بعضها في المديح النبوي، مثل الششتري الذي اقتصر ديوانه على الأزجال العامية والموشحات التي تميل إلى العامية، وكلها في التصوف ومدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكذلك لابن زقاعة زجل ملحون في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، جعل مضمونه مثل مضمون المدحة النبوية، ووفق تسلسل المواضيع فيها [2] .
وكانوا يسمون ما تضمّن مدحا نبويا من هذه الفنون مكفرا، لأنهم كانوا يعارضون به ما قيل في الغزل أو الخمر، يكفرون به ما أثموا بغزلهم وذكرهم للخمر.
فالمديح النبوي نظم وفق جميع الأشكال الشعرية التي كانت معروفة في العصر المملوكي، ولم تقتصر على شكل معين، ولم تقتصر على وزن واحد، فأوزان الشعر العربي المعروفة نظمت بها المدائح النبوية، وكذلك الموشح والفنون الملحونة، وحاول شعراء المدائح النبوية الإفادة من كل عناصر الإيقاع والموسيقا في اللغة وأوزانها، ليفوا بحاجة المنشدين ومجالس الذكر. [1] الحلي: العاطل الحالي ص 2. [2] ديوان ابن زقاعة، ورقة 26.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 372