responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 369
كنز الكرم مولى النّعم ... هادي الأمم لشريعته
نال الشّرفا والله عفا ... عمّا سلفا من أمّته «1»
فلم يكتف البوصيري بالوزن فقط، وإنما زاد على ذلك، فقطع كل شطر إلى جزئين، وجعل للبيت قافية داخلية بالإضافة إلى القافية العامة التي تنظم الأبيات، فجعلها مموسقة موقعة، وكأنه وضع في ذهنه كيف ستنشد، أو أنه وضعها لتلبي حاجة مجالس الإنشاد.
وقد اقتربت قصيدة البوصيري من التشريع الذي عرف في ذلك العصر، وهو أن «يا بني الشاعر بيته على وزنين من أوزان القريض وقافيتين، فإذا أسقط من أجزاء البيت جزآ أو جزأين، صار ذلك البيت من وزن آخر غير الأول» .
ومثّل ابن حجة لهذا الضرب من الشعر من بديعيته وبديعيات غيره، فقال مثل قولي في البديعية:
طاب اللّقا لذّ تشريع الشّعور لنا ... على النّقا فنعمنا في ظلالهم
فأخذ منه:
طاب اللقا على النقا ... وهو من منهوك الرجز «2»
فالتشريع يحتاج إلى جهد ذهني كبير، وإلى موازنة وملاءمة، وتصنّع شديد ليستقيم للشاعر الوزن الذي يمكن استخراج وزن آخر منه، وبقافية جديدة، وهذا ما لم يفعله الشعراء واكتفوا بالتقطيع الداخلي مثلما فعل البوصيري، وفعل ابن الموصلي في مدحته النبوية التي يقول فيها:

(1) ديوان البوصيري: ص 275.
(2) ابن حجة: خزانة الأدب ص 119.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 369
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست