اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 341
مجموعة مع أخرى أو بمفردها
وكاتبها ومغنّيها ومسعدها
وقد أرى مطلب الإحسان في يدها ... والمسلمين فمن عرب ومن عجم «1»
والغريب أن نجد شاعرا ينظم معشرات نبوية، ثم يعود فيخمسها جميعها، والمعشرات قصائد مرتبة على حروف الهجاء حسب القافية، وكل قصيدة مؤلفة من عشرة أبيات، فابن الجيّاب الأندلسي [2] له معشرات في مدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبعد أن أتم نظمها، عاد وخمسها، ومن تخاميسه التخميس الذي وضعه على قصيدة حرف الذال، وقال في مطلعه:
أقول عسى سهم النّصيحة ينفذ ... وليس لنصح في فؤادك مأخذ
فؤاد بأمراس الهوى عنك يجبذ ... ذروا عاجلا يفنى وفي آجل خذوا
فقد غصّ من بالمنقضى يتلذّذ «3»
وفعل الشاعر هذا الفعل في جميع معشراته، وكأنه شعر بجمود معشراته وتقصيرها عن الإحاطة بمعاني المديح النبوي التي يريدها، فلجأ إلى التخميس ليضيف ما يريد من معان، وليحرك الشكل الشعري ويخلّصه من القيود التي فرضها عليه.
ولم تكن التخاميس كلها موضوعة على قصائد سابقة، بل إن شعراء المديح النبوي نظموا مدائحهم على شكل التخميس بدا دون أن تكون تخاميسهم صدى لقصائد أخرى، فهي تخاميس أصيلة، أعجبت الشعراء لذيوعها، وللإمكانات الإيقاعية التي
(1) الطويلي: تخاميس الكواكب الدرية، ورقة 29. [2] ابن الجياب الأندلسي: علي بن محمد بن سليمان الأنصاري، شاعر ناثر، وزر وكتب لملوك بني الأحمر، توفي سنة (749 هـ) . ابن الأحمر: نثير مزائد الجمان ص 125.
(3) ديوان ابن الجياب: ورقة 4.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 341