responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 323
تحت المازر من أكفالها كثب ... ترتجّ من تحت قضبان وأقمار
وفي البراقع من ألحاظها فتن ... يطلعن ما بين أطواق وأزرار «1»
وأحيانا لا يتعدى وصف محاسن المحبوبة ما يمكّن الشاعر من إظهار براعته البديعية وولعه بفنون الصنعة الشعرية، والغزل والوصف يتسعان لمثل هذه الضروب البديعية، وعند ما نقرأ غزل الشاعر في مقدمة مدحته، ندرك على الفور أنه لا يتحدث عن تجربة شعورية، وإنما يستعرض مقدرة بديعية، وهذا ما نلمسه في المقدمة الغزلية لمدحة القلقشندي [2] النبوية:
سيف العيون على العشّاق مسلول ... وصارم اللّحظ مسنون ومصقول
والخدّ كالجمر أو كالورد في شبه ... والخال في خدّه بالنار مشعول «3»
وهكذا أخذ الغزل في مقدمات المديح النبوي يبتعد عن الأوصاف الحسية للمحبوبة وعن التغزل بمحبوبة معروفة، وأضحى غزلا صناعيا صرفا، موجّها إلى محبوبة غير متعينة، يظهر خلاله الشاعر عواطفه ومشاعر الحنين والوجد التي يتسم بها الشعر الديني، ومنه المدائح النبوية، وهذا ما نشعر به في غزل ابن خالدون الذي قدّم به لمدحته النبوية، فقال:
أسرفن في هجري وفي تعذيبي ... وأطلن موقف عبرتي ونحيبي
لله عهد الظّاعنين وقد غدا ... قلبي رهين صبابة ووجيب

(1) ديوان ابن هتيمل: ص 62.
[2] القلقشندي: أحمد بن علي الفزاري، مؤرخ أديب، ولد في قلقشندة قرب القاهرة، له تصانيف أهمها (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) . توفي سنة (821 هـ) . السخاوي: الضوء اللامع 2/ 8.
(3) المجموعة النبهانية: 3/ 143.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 323
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست