responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 256
أما الصرصري، فإنه يظهر في إحدى مدائحه النبوية أثر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الأرض التي حل بها، وفي الأشياء التي لمسها أو استخدمها، ليصل بعد ذلك إلى أثره في آله، فيقول:
أضحى ثرى عرصاته إذ حلّها ... يشفي من الدّاء العضال غباره
فخرت به خير القبائل هاشم ... وحوى به المجد الأثيل نزاره
سعدت به أولاده ونساؤه ... وصحابه وزكت به أصهاره
وسمت به غلمانه وإماؤه ... وجواده وبعيره وحماره
وحوى الفخار سريره وفراشه ... وخيامه وقبابه وجداره
وتضوّعت أردان بردته به ... طيبا وطاب رداؤه وإزاره «1»
فهنا نلاحظ أن الصرصري تنقل بين الزمان والمكان، مظهرا تأثرهما وسموهما برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فالزمان أضحى عطرا ينشر أريجه، والمكان سكنه الأنس ولحقته العزة، وحاجيات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تميّزت عن مثيلاتها لملامسة النبي الكريم لها، أما أهل رسول الله الكرام فإنهم فاقوا البشر جميعا عزة ورفعة وفخارا.
لكن الصرصري لا ينسى أثر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأكبر، وهو هداية البشرية إلى نور الحق، وشرع السماء، فتحدث في مدحة نبوية عن هذا الأثر العظيم، ووصف الناس قبل مبعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكيف صاروا بعد مبعثه، فقال:
أتى بصراط مستقيم من الهدى ... له نبأ بادي البيان لباحث
فصادف عميا يعمهون، قلوبهم ... من الغيّ غلف تابعي كلّ عائث

(1) ديوان الصرصري: ورقة 38.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست