اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 148
كفاكم من عظيم القدر أنّكم ... من لم يصلّ عليكم لا صلاة له «1»
أما الشعراء المغاربة، فإن ذكرهم لآل البيت، لا يتعدى ما قالوه في غيرهم من الصحابة، ونادرا ما يخصون آل البيت بحديث خاص في شعرهم، ومعظم ذكرهم لآل البيت يأتي في قصائد المديح النبوي، أو في القصائد التي يتشوقون فيها إلى الأماكن المقدسة، أو في الشعر الذي ينظمونه عند الوصول إلى المشاهد الحجازية، فحين وصل أحدهم إلى الحجاز، وزار معاهده، وقف على قبر حمزة سيد الشهداء- رضي الله عنه- فقال:
يا سيّد الشّهداء بعد محمّد ... ورضيع ذي المجد المرفّع أحمد
يا بن الأعزّة من خلاصة هاشم ... سرح المعالي والكرام المجّد
يا من لعظم مصابه خصّ الأسى ... قلب الرّسول وعمّ كلّ موحّد
جئناك يا عمّ الرّسول وصنوه ... قصد الزّيارة فاحتفل بالقصّد
واسأل إلهك في اغتفار ذنوبنا ... شيم المزور قيامه بالعوّد «2»
وحين يذكرون عليا، فإنهم يذكرونه ضمن الصحابة الكرام، ويشيدون بفضائله، مثلما يشيدون بفضائلهم، ولا ينسون صلته بالرسول صلّى الله عليه وسلّم، لأن الصلة بالرسول الكريم هي مدار التفاضل بين المسلمين.
ويظهر مما تقدم أن مدح آل البيت قديم، بدأ منذ كان رسول الله حيا، فكان يضاف مدحهم إلى مدحه، ثم استقل بعد ذلك، حيث انقسم المسلمون حول الخلافة، وتشيع قسم منهم لعلي بن أبي طالب وأبنائه من بعده.
(1) السخاوي: الضوء اللامع 7/ 151.
(2) المقري: نفح الطيب 2/ 661.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد الجزء : 1 صفحة : 148