responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 13
نعم إن لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم حق الحمد أو المدح على الناس، وهو الذي أثنى عليه الله تعالى في كتابه العزيز، وهو الذي شجع الشعراء على أن يرتقوا بفنهم إلى آفاق إنسانية رحبة، ووجههم نحن الحق والخير بالقول والفعل، فقال: «إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحكمة» [1] .
ورمى إلى كعب بن زهير بردته حين مدحه، وكان إذا أنشد حسان شعره يشرق وجهه الكريم ويدعو له ويشجعه ويثيبه، وكذلك كان يفعل مع عبد الله بن رواحة وكعب ابن مالك.
فكان المديح النبوي الفن الشعري الصادق الذي لا يخالطه رياء ولا يشوبه غرض، وكان المديح النبوي المضمون السامي لشعر انتشر انتشارا كبيرا بين الناس.
لقد عرف المديح النبوي منذ بعثة رسول الله هاديا ونذيرا، ونظمه الشعراء من الصحابة وشعراء العصور اللاحقة، لكنه لم يصبح ظاهرة متفردة إلا بعد مدة طويلة من الزمن، ولم يستقر ويتكامل إلا في العصر المملوكي، أو قبيله بقليل؛ إذ أضحت له قواعده وأصوله، وتقاليده المعنوية والفنية.
لقد كانت المدائح النبوية أرقى الفنون الشعرية في ذلك الوقت، وأكثرها سيرورة وتأثيرا، فجمعت بين الفن الرفيع والقبول العام، تذاكرها الناس على اختلاف مشاربهم وتباين ثقافاتهم، ورددوها وحفظوها.
لذلك كله، استحق فن ذلك العصر، المدائح النّبوية، دراسة شاملة، تخلّصه من أي لبس يحيق به وبحقيقته، وتظهر تأثيره وجماله، وتبرز ماله من انتشار وفاعلية، ما زالت حية بيننا، وأظنها ستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض وما عليها.

[1] الحديث صحّحه السيوطي في الجامع الصغير 1/ 331.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست