responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 122
القصيدة، فقد تمثّل معاني القصيدة ودمجها فيما يريد قوله، فظهرت وكأنها من إنتاج قريحته في مجملها، وقد أعطى التخميس للقصيدة حركة، وكسر رتابة الوزن وأسر القافية الواحدة، فصارت أقرب إلى الإنشاد في مجالس الذكر.
وفي هذا العصر ظهرت في المغرب، وفي وقت مبكر، قصيدة فريدة في بابها، هي القصيدة الشقراطيسية التي نظمها أبو محمد عبد الله بن زكريا الشقراطيسي [1] ، وهي قصيدة طويلة، نظم فيها الشاعر سيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبدأها بقوله:
الحمد لله منّا باعث الرّسل ... هدى بأحمد منّا أحمد السبّل
خير البريّة من بدو ومن خضر ... وأكرم الخلق من حاف ومنتعل
توراة موسى أتت عنه فصدّقها ... إنجيل عيسى بحقّ غير مفتعل «2»
فالشاعر أضرب عن المقدمات، ودخل مباشرة في المديح، وأظهر منذ بداية القصيدة أنه يريد أن يقول ما يستطيع نظمه من سيرة الرسول الكريم، لذلك استحالت القصيدة إلى جمع للأخبار والروايات، وقسرها صاحبها على الدخول في قالب النظم، فظهر أثر ذلك واضحا منذ البداية.
وشرع في نظم المعجزات نظما خالصا، لم يتدخل فيه، ولم يضف عليها مشاعره، حتى إذا حشد من المعجزات ما ارتاح إلى وجوده في قصيدته، التفت إلى السيرة وأحداثها، فنظم منها ما شاء، وبعد أن نظم السيرة، واكتفى بما نظم، التفت إلى صاحب السيرة العطرة، فشرع في مدحه قائلا:
حجزت بالأمن أقطار الحجاز معا ... وملت بالخوف عن خيف وعن ملل

[1] الشقراطيسي: عبد الله بن زكريا الشقراطيسي، نسبة إلى شقراطيسية من بلاد الجريد بتونس. النويري: نهاية الأرب 18/ 347.
(2) النويري: نهاية الأرب 18/ 347.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست