responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 115
وكان للحروب الصليبية أثرها في ذكر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذا العصر، إذ إن الغزو الأوربي لمشرق الوطن العربي ومغربه كان باسم الدين، ويظهر أن الغزاة الذين اتخذوا الصليب شعارا لهم ولحملاتهم، انتقصوا من الإسلام ومن رسوله الكريم، مما دعا الشعراء إلى الدفاع عن الإسلام ونبيه، ومدحه، والإشادة بالقادة الذين يحرزون انتصارات على الصليبيين ومدحهم بأنهم نصروا الإسلام ونبيه، لذلك كثيرا ما نجد في مدائح القادة مثل قول ابن منير الطرابلسي [1] في مدح نور الدين الشهيد:
ألبست دين محمّد يا نوره ... عزّا له فوق السّها أساد «2»
واستمرت في هذا العصر طريقة الشعراء في التمثّل بأحوال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والدعوة إلى الاقتداء بسيرته الكريمة، والتأسّي بما جرى له، والمقارنة بين عمل حصل في هذا العصر وعمل حصل في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعمارة اليماني [3] يدعو الناس إلى الاعتبار برسول الله، والاقتداء بطريقته في التعامل مع المصائب، فيقول:
ومن أراد التأسّي في مصيبته ... فللورى برسول الله معتبر «4»
ويكثر ابن حيوس من مثل هذه الأمثال والمقارنات، فيقول في التأسي:
لكم في رسول الله أعظم أسورة ... فلا تظهر الشّكوى ولا يتعب الفكر «5»

[1] ابن منير الطرابلسي: أحمد بن منير بن أحمد، شاعر مشهور من أهل طرابلس الشام، سكن دمشق ومدح السلطان الملك العادل محمود زنكي، كان هجّاء، حبس على الهجاء ونفي إلى حلب توفي سنة (548 هـ) . ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب 4/ 146.
(2) ديوان ابن منير الطرابلسي: ص 262- أساد: جمع وسادة.
[3] عمارة اليماني: عمارة بن علي بن زيدان الحكمي، مؤرخ شاعر فقيه، أتى إلى الفاطميين فأحسنوا إليه فأقام عندهم ومدحهم ورثاهم عند ما دالت دولتهم، قتله صلاح الدين. من تصانيفه (أرض اليمن وتاريخها) و (النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية) وديوان شعر. عمارة: النكت العصرية ص 5.
(4) الصفدي: تمام المتون ص 302.
(5) ديوان ابن حيوس: ص 243.
اسم الکتاب : المدائح النبوية حتى نهاية العصر الملوكي المؤلف : محمود سالم محمد    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست