اسم الکتاب : الفهرست المؤلف : ابن النديم الجزء : 1 صفحة : 41
الفن الثالث: من كتاب الفهرست في أخبار العلماء وأسماء كتبهم
...
الفن الثالث من المقالة الأولى: من كتاب الفهرست في أخبار العلماء وأسماء كتبهم
ويحتوي هذا الفن على نعت الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وأسماء الكتب المؤلفة فيه وأخبار القراء السبعة وغيرهم ومصنفاتهم.
قال محمد بن إسحاق حدثنا أبو الحسن محمد بن يوسف الناقط قال حدثني يحيى بن محمد أبو القاسم قال حدثنا سليمان بن د داود الهاشمي قال أخبرنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عبيد بن السلف أن زيد بن ثابت حدثه قال أرسلت إلى أبي بكر فأتيته فإذا عمر بن الخطاب عنده فقال أبو بكر أن عمر أتاني فقال لي أن القتل قد استحر بالقراء يوم اليمامة[1] وإني أخشى أن يستحر القتل في القراء في المواطن كلها فيذهب كثير من القرآن فأرى أن يجمع القرآن بحال فقلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله له صدري ورأيت ذلك الذي رآه عمر قال زيد بن ثابت قال أبو بكر أنك رجل شاب عاقل لا متهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن واجمعه قال زيد فوالله لنقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي من الذي أمرني به من جمع القرآن أجمع من الرقاع واللخاف والعسف وصدور الرجال حتى وجدت سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} حتى خاتمة السورة فكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة ابنة عمر.
قال محمد بن إسحاق روى الثقة أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان وكان بالعراق وقال لعثمان أدرك هذه الأمة قبل أن اختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود [1] اليمامة واحدة اليمام وهو طائر وهو بلد كبير فيه قرى وحصون وعيون ونخل وكان اسمها أولا: جوا. واليمامة هي الزرقاء التي يضرب بها المثل في النظر البعيد قلع تبع عينيها وصلبها على باب جو فسميت بها أنظر مراصد الأطلاع 3/1483.
اسم الکتاب : الفهرست المؤلف : ابن النديم الجزء : 1 صفحة : 41