responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفهرست المؤلف : ابن النديم    الجزء : 1  صفحة : 296
عشر قصرا على عدد بروج السماء وسماها بأسمائها وخزن كتب أهل العلم وأسكنها العلماء من غير كلام أبي سهل بنى سبعة بيوت على عدد الكواكب السبعة وجعل كل بيت منها إلى رجل فجعل بيت عطارد إلى هرمس وبيت المشتري إلى تينكلوس وبيت المريخ إلى طينقروس رجعنا إلى كلام أبي سهل فانقاد لهم الناس وانقادوا لقولهم ودبروا أمورهم لمعرفتهم بفضلهم عليهم في أنواع العلم وحيل المنافع إلى أن بعث نبي في ذلك الزمان فانهم أنكروا عند ظهوره وما بلغهم من أمره علمهم واختلط عليهم كثير من رأيهم فتشتت أمرهم واختلفت اهواؤهم وجماعتهم فأم كل عالم منهم بلدة يسكنها ويكون فيها ويترأس على أهلها وكان فيها عالم يقال له هرمس وكان من أكمهله عقلا وأصوبهم علما وألطفهم نظرا فسقط إلى أرض مصر فملك أهلها وعمر أرضها وأصلح أحوال سكانها وأظهر علمه فيها وبقي جل ذلك وأكثره ببابل إلى ان خرج الإسكندر ملك اليونانيين غازيا أرض فارس من مدينة للروم يقال لها مقدونية عند الذي كان من إنكاره الفدية التي لم تزل جارية على أهل بابل ومملكة فارس وقتله دارا بن دار الملك واستيلائه على ملكه وهدمه المدائن واخرابه المجادل المبنية بالشياطين والجبابرة واهلاكه ما كان في صنوف البناء من أنواع العلم الذي كان منقوشا مكتوبا في صخور ذلك وخشبه بهدم ذلك واحراقه وتفريق مؤتلفه ونسخ ما كان مجموعا من ذلك في الدواوين والخزائن بمدينة اصطخر وقلبه إلى اللسان الرومي والقبطي ثم احرق بعد فراغه من نسخ حاجته منها ما كان مكتوبا بالفارسية وكتاب يقال له الكشتج وأخذ ما كان يحتاج اليه من علم النجوم والطب والطبائع فبعث بتلك الكتب وسائر ما أصاب من العلوم والأموال والخزائن والعلماء إلى بلاد مصر وقد كانت تبقت أشياء بناحية الهند والصين كانت ملوك فارس نسختها على عهد نبيهم زرادشت وجاماسب العالم وأحرزتها هناك لما كان نبيهم زرادشت وجاماسب حذراهم من فعلة الإسكندر وغلبته على بلادهم واهلاكه ما قدر عليه من كتبهم وعلمهم وتحويله إياه عنهم إلى بلاده فدرس عند ذلك العلم بالعراق وتمزق واختلفت العلماء وقلت وصار الناس أصحاب عصبية وفرقة وصار لكل طائفة منهم ملك افسموا ملوك الطوائف واجتمع ملوك الروم لملك واحد بعد الذي كان فيهم من التفرق والاختلاط والتحارب قبل ملك الإسكندر فصاروا بذلك يدا واحدة ولم يزل ملك بابل منتشرا ضعيفا فاسدا ولم يزل أهله مقهورين مغلوبين لا يمنعون حريما ولا يدفعون ضيما إلى ان ملك اردشير بن بابك من نسل ساسان فألف مختلفهم وجمع متفرقهم وقهر عدوهم واستولى على بلادهم واجتمع له أمرهم وأذهب عصبيتهم واستقام له

اسم الکتاب : الفهرست المؤلف : ابن النديم    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست