اسم الکتاب : الفهرست المؤلف : ابن النديم الجزء : 1 صفحة : 237
فيه وانه هو هو تعإلى الله جل وتقدس عما يقول هؤلاء علوا كبيرا قال وكان يتنقل في البلدان ولما قبض عليه سلم إلى أبي الحسن علي بن عيسى فناظره فوجده صفرا من القرآن وعلومه ومن الفقه والحديث ث والشعر وعلوم العرب ف فقال له علي بن عيسى تعلمك لطهورك وفروضك أجدى عليك من رسائل لا تدري أنت ما تقول فيها كم تكتب ويلك إلى الناس ينزل ذو النور الشعشعاني الذي يلمع بعد شعشعته ما أحوجك إلى أدب وأمر به فصلب في الجانب الشرقي بحضرة مجلس الشرطة وفي الجانب الغربي ثم حمل إلى دار السلطان فحبس فجعل يتقرب بالسنة إليهم فظنوا ان ما يقول حق وروى عنه انه في أول أمره كان يدعو إلى الرضا من آل محمد فسعي به وأخذ بالجبل فضرب بالسوط ويقال انه دعا أبا سهل النوبختي فقال لرسوله انا رأس مذهب وخلفي الوف من الناس يتبعونه باتباعي له فأنبت لي في مقدم رأسي شعرا فان الشعر منه قد ذهب ما أريد منه غير هذا فلم يعد اليه الرسول وحرك يوما يده فانتثر على قوم مسك وحرك مرة أخرى يده فنثر دراهم فقال له بعض من يفهم ممن حضر أرى دراهم معروفة ولكني أومن بك وخلق ي ان أعطيتني درهما عليه اسمك واسم أبيك فقال وكيف وهذا لم يصنع قال من أحضر ما ليس بحاضر صنع ما ليس بمصنوع ودفع إلى نصر الحاجب واستغواه وكان في كتبه اني مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود فلما شاع أمره وذاع وعرف السلطان خبره على صحته وقع بضربه الف سوط وقطع يديه ثم أحرقه بالنار في آخر سنة تسع وثلثمائة.
السبب في أخذه:
قرأت بخط أبي الحسن بن سنان ظهر أمر الحلاج وانتشر ذكره في سنة تسع وتسعين ومائتين وكان السبب في أخذه أن صاحب البريد بالسوس اجتاز في موضع بالسوس يعرف بالربض والقطعة فرأى امرأة في بعض الازقة وهي تقول ان تركتموني وإلا تكلمت فقال لاعراب معه اقبضوا عليها فقال لها أي شيء عندك فجحدت فأحضرها منزله وتهددها فقالت قد نزل في جانب داري رجل يعرف بالحلاج وله قوم يصيرون اليه في كل ليلة ويوم خفية ويتكلمون بكلام منكر فوجه من ساعته إلى جماعة من أصحابه وأصحاب السلطان وأمرهم بكبس الموضع ففعلوا فأخذوا رجلا أبيض الرأس واللحية قبضوا عليه وعلى جميع ما معه وكان جملة من العين والمسك والثياب والعصفر والعنبر والزعفران فقال ما تريدون مني فقالوا أنت الحلاج فقال لا ما
اسم الکتاب : الفهرست المؤلف : ابن النديم الجزء : 1 صفحة : 237