قال الإمام الشافعي: "من دخل في العلم وحده خرج وحده ".
وقال ابن جماعة ـ بعد كلام له ـ: " ويشتغل بشرح تلك المحفوظات، وليحذر من الاعماد في ذلك على الكتب أبداً، بل يعتمد في كل فن من هو أحسن تعليماً له، وأكثر تحقيقاً فيه، وتحصيلاً منه، وأخبرهم بالكتاب الذي قرأه " [1] .
وقال أبو حيان النحوي رحمه الله تعالى:
يظن الغُمر أن الكتب تجدي ... أخا فهم لإدراك العلوم
وماعلمالجهول بأن فيها ... غوامض حيرت عقل الفهيم
إذا رمت العلوم بغير شيخ ... ضللت عن الصراط المستقيم
وتشتبه الأمور عليك حتى ... تصير أضل من توما الحكيم (2)
وقال النووي في المجموع ـ بعد كلام له عما ينبغي لطالب العلم: ـ
" ويعتني بتصحيح درسه الذي يتحفظه تصحياً متقناً على الشيخ ... ولا يحفظ ابتداء من الكتب استقلالاً بل يصحح على الشيخ كما ذكرنا فالاستقلال بذلك من أضر المفاسد. وإلى هذا أشار الشافعي رحمه الله بقوله: من تفقه من الكتب ضيّع الأحكام " [3] . [1] تذكرة السامع والمتعلم ص (169) .
(2) الذيل على رفع الإصر ص (385) . [3] المجموع 1/69.